5 دقائق

اقتصاد الخبراء

الدكتور علاء جراد

لدى كل منا قصة قد تملأ كتاباً أو أكثر، سواء على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي أو المهني، قد تكون قصة نجاح، وقد تكون قصة فشل، وفي كلتا الحالتين هناك دروس وعبر يمكن أن يستفيد منها الكثيرون، ليس هذا فقط، بل إن الكثير قد يدفع بعض المال مقابل معرفة ما تعرفه أنت، أي أنه قد تكون لديك خبرات ومعارف ومهارات يمكن أن يستفيد منها الآخرون، بل ويشترونها أيضاً، وليس بالضرورة أن تكون تلك المهارات غاية في التعقيد أو الصعوبة، فقد تكون مهارات ومعارف بسيطة، مثل وصفات الطعام أو رعاية الحيوانات الأليفة أو اكتساب أي نوع من المهارات والمعارف. هذا هو ما يطلق عليه حالياً «اقتصاد الخبراء»، حيث أصبح هذا الفرع يحتل حيزاً كبيراً من الأعمال، وأصبح سوقاً وصناعة لها تأثير كبير وذات حجم لا يُستهان به. بعض المتحدثين والخبراء في الإدارة والتنمية الذاتية يتقاضون بين 50 ألفاً و500 ألف دولار في الساعة، وعلى الرغم من أن محتوى حديثهم متاح وبالمجان على الإنترنت، ولكن يظل هناك من يرغب في أن يدفع مقابل حضور ندواتهم، والاستماع لهم مباشرة.

• يمكن لكل منا أن يحوّل خبرته ومعرفته في تخصص ما إلى قصة نجاح، حتى لو لم يكن ناجحاً.

هناك بعض الخبراء المتخصصين في الإدارة والتطوير، مثل الرئيس الأسبق لشركة «جنرال إلكتريك»، جاك ويلش، ومؤلف كتاب «العادات السبع»، ستيفن كوفي، كما أن هناك خبراء برعوا في أشياء بسيطة، مثل جيسون فيل، الملقب بخبير العصير، الذي برع في ابتكار وصفات لعصائر الفواكه والخضراوات، وقد ألّف كتاباً عن الحمية الغذائية بالعصائر حطّم أرقاماً قياسية في المبيعات، وأصبح النجوم يتنافسون على الاسترشاد بنصائحه وخبرته، كما جعلته شركة «مولينكس»، ومن بعدها شركة «فيليبس»، واجهة لعصاراتها، وبالفعل زادت المبيعات زيادة غير مسبوقة نتيجة الإعلانات التي اشترك فيها جيسون، وبلغت ثروته ملايين الدولارات، بعد أن كان مفلساً، ويعاني مجموعة من الأمراض.

يمكن لكل منا أن يحوّل خبرته ومعرفته في تخصص ما إلى قصة نجاح، حتى لو لم يكن ناجحاً، فلديه دروس يمكن أن يشاركها مع الآخرين. وللموضوعية، ففي عالمنا العربي يحتاج ذلك إلى مثابرة وإصرار ومجهود مضاعف، حيث يختلف السياق عن الغرب في هذا الجانب من حيث التشجيع والدعم، ولكن في النهاية ليس هناك مستحيل، وتوجد بالفعل الكثير من قصص النجاح، لكنها لم تنشر ولم يتحدث عنها أحد. أتمنى أن تسهم وسائل الإعلام إيجابياً في مثل هذه القضايا الحيوية بدلاً من الكثير من المحتوى الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. وكل عام وأنتم بخير.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر