توَقّف عن التصفح

أصبح الكثير منا يعاني قلة الوقت، وعدم القدرة على إنهاء المهام التي ينبغي إنهاؤها في الوقت المحدد، وقد أدى ذلك إلى الشعور بالضغط وقلة الحيلة، وربما يؤدي إلى الاكتئاب، وقد يعاني الكثير منا الاكتئاب من دون أن يدري ومن دون أن ينبهه الآخرون. وللأسف فعواقب الاكتئاب وخيمة، كما أنه يؤثر سلباً في الحياة الاجتماعية، وفي الأعمال أيضاً، ويكلف ذلك الاقتصاد كلفة باهظة، ففي الولايات المتحدة تصل كلفة الاكتئاب والتوتر 300 مليار دولار سنوياً!

وحتى يمكن الاستفادة بالوقت واستثماره بالشكل الفعال، ينبغي معرفة «مضيعات الوقت» أي الأشياء التي تتسبب في ضياع الوقت والتي لنا مطلق الحرية في التحكم بها، ومن أهم هذه الأشياء التصفح بلا هدف، والتفاعل مع المشاركات، ثم الرد على البريد الإلكتروني والانهماك في سلسلة من الرسائل التي يمكن أن تحل محلها مكالمة تليفونية واحدة، يلي ذلك الاجتماعات المطولة، ثم الأوقات الضائعة بين الاجتماعات، ثم التداخلات مثل الأحاديث الجانبية من الزملاء والمكالمات الشخصية في أوقات العمل، ومن أسباب إضاعة الوقت أيضاً عدم تنظيم المكتب أو مكان العمل، حيث يقضي الإنسان وقتاً طويلاً في البحث عن الأشياء.

والحقيقة الثابتة أن الطريقة الفاعلة في إدارة الوقت هي التركيز، لأنه من الصعب إدارة الوقت، لكن الأسهل هو التركيز على المهام التي ينبغي القيام بها قبل أن تتحول إلى مهام عاجلة، ومن الطرق البسيطة التي تساعدنا على ذلك، ما يطلق عليه مصفوفة «أيزنهاور» التي يفرق فيه بين «المهم» و«العاجل»، حيث تنقسم المهام لأربع فئات، هي مهام عاجلة ومهمة ينبغي التركيز عليها وتنفيذها فوراً، ثم مهام عاجلة لكنها غير مهمة، والحل أن يتم تفويض شخص آخر للقيام بها، والفئة الثالثة مهام مهمة وغير عاجلة يجب وضع جدول زمني محدد لها، والتأكد من الالتزام بالجدول المخطط، وأخيراً مهام غير مهمة وغير عاجلة، ولا ينبغي القيام بها أصلاً.

نصيحة ذهبية يقدمها لنا المتحدث والمؤلف الموهوب بريندون بورشارد Brendon Burchard، هي «توقف عن التصفح»، خصوصاً تصفح الـ«فيس بوك»، حيث يحذر من ظاهرة يسميها Facebook Fatigue أي «إرهاق الفيس بوك» حيث نبدأ صباحنا باستطلاع الـ«فيس بوك» والتفاعل مع المشاركات، ويستمر ذلك خلال اليوم، ما يستنزف طاقتنا، وبالتالي لا نستطيع تنفيذ المهام لأننا استنفدنا جزءاً كبيراً من طاقتنا في التصفح. الجدير بالذكر أن متوسط الوقت الذي يقضيه الشخص في التصفح بحسب «فيس بوك» 40 دقيقة في اليوم، لكني أتصور أنه ثلاثة أضعاف هذا الرقم في الوطن العربي.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .