5 دقائق

المحور الأول للاستثمار في الشباب

الدكتور علاء جراد

نكمل الحديث اليوم عن المحور الأول للاستثمار في الشباب من منظور مواصفة المستثمرين في الموارد البشرية الشابة، وهو «جذب وتوظيف الشباب»، ولجذب واستقطاب الشباب للعمل بأي مؤسسة لابد من أن تكون لدى المؤسسة استراتيجية واضحة، فالنية وحدها لا تكفي، ففي ظل غياب استراتيجية يبقى الموضوع مجرد أمنيات، ولضمان نجاح الاستراتيجية لابد من تخصيص الميزانية الكافية لها وكذلك نشرها داخل المؤسسة وخارجها، والتأكد من تناغمها مع الاستراتيجيات الأخرى حتى لا تصطدم بمعوقات، وطالما توافرت استراتيجية مدروسة فذلك ينقلنا للمحطة التالية في رحلة الاستثمار المؤسسي في الشباب، وهي الاستقطاب والتوظيف.

لابد من تدريب المديرين وقادة المؤسسة على التعامل مع الشباب وفهم نفسيتهم ودوافعهم وطموحاتهم.

تحتاج أي استراتيجية إلى آليات واضحة لتنفيذها، وهنا تحتاج المؤسسة، التي تهدف للاستثمار في الشباب، إلى استحداث آليات تخص هذه الفئة لأن طبيعة تفكير الشباب تختلف كلياً عن الفئات العمرية الأخرى، وبالتالي فالشباب بحاجة إلى مسار وظيفي يحقق طموحاتهم ويبتعد عن البيروقراطية، كما أن هناك حاجة إلى استحداث أساليب عمل متنوعة مثل الدوام المرن، وعدم التقيد بسياسات الحضور والانصراف التقليدية، بل استحداث سياسات تعتمد على تحقيق الإنجاز والقيمة المضافة وليس عدد ساعات الدوام، خصوصاً لهؤلاء الذين يعد الإبداع والابتكار مكونين أساسيين في عملهم، فإن وضعهم في مكاتب لساعات معينة يسهم في إحجامهم عن الالتحاق بالعمل، ولإنجاح استقطاب الشباب تحتاج المؤسسات إلى التواصل الفعال مع المؤسسات التعليمية والمهنية والمؤسسات المعنية بالشباب، والجهات الحكومية ذات الصلة، حتى يكون العمل في إطار منظومة متكاملة فيتحقق الهدف المنشود.

الركن الثالث في هذا المحور هو «تطوير الشباب»، فليس الغرض مجرد جذبهم للعمل ثم تركهم يتخبطون، فهم بحاجة إلى الأخذ بأيديهم ومساعدتهم في استكشاف مكامن قوتهم وتطوير مهاراتهم، وبحاجة إلى اكتساب خبرات ومعارف تصقل وتوجّه تلك الطاقة الهائلة وذلك الحماس بداخلهم، وهنا تقوم المؤسسات الناجحة بتخصيص برامج لتطوير الكفاءات الشبابية وتضع لهم مساراً وظيفياً مختلفاً عن المسارات التقليدية، وتساعدهم في استكمال تحصيلهم الأكاديمي من خلال تسهيلات كثيرة، ثم تكافئهم على التعلم، ما يزيد ولاء الشباب للمؤسسة والإسهام الفاعل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

أما الركن الرابع والأخير في هذا المحور، فهو قيادة الموارد البشرية الشابة، حيث يظل هؤلاء الشباب لفترة طويلة بحاجة إلى تطوير ودعم فني ومعنوي وإداري، وبالتالي لابد من تدريب المديرين وقادة المؤسسة على التعامل مع الشباب، وفهم نفسيتهم ودوافعهم وطموحاتهم، وذلك يحتاج إلى تدريب تخصصي وبأساليب علمية، حتى لا تصطدم الأجيال، وتكثر الشكوى من جيل الشباب حول مديريهم الذين يعيشون في عالم آخر.. وللحديث بقية بإذن الله.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر