كرة قلم

الراغبون في كرة القدم!

حسن الجسمي

كنا في محاضرة عن اكتشاف اللاعبين في كرة القدم، فقال المحاضر: هناك مؤشرات للنجاح في اللعبة، قد يجهلها الكثيرون، أو ربما لا يعيرونها اهتماماً، أحد أهم هذه المؤشرات هو الرغبة في النجاح، الرغبة في الفوز، أو الرغبة المطلقة، لتكون أفضل لاعب في العالم، كما يفعل رونالدو مثلاً!

موسى سو كان قبل عام يساوي ما يقل عن خمسة ملايين يورو، وهو قد أتى إلى الأهلي بما يزيد على 15 مليوناً، حسب بعض المواقع المختصة، فكان المعيار الأول هو رغبة اللاعب! فليس من المعقول أن يسرقه الأهلي من أندية إنجليزية وإسبانية، ويأتي هنا ويلعب كأنه لاعب يبحث عن نفسه، ثم يذهب إلى فنربخشة، ويقدم مستوى خرافياً، وكما وصفته الصحف التركية بـ«أنه لاعب يسجل بكل الطرق، وحتى لو كان رأسه في الأسفل وقدمه في الأعلى»، لدرجة أن فريقه أصبح يبيع قميصه برقم واسم مقلوبين كناية عن الأهداف البهلوانية، التي سجلها مع الفريق في الدوري أو المسابقة الأوروبية، حتى أصبح أفضل لاعب في جولتين متتاليتين في الدوري الأوروبي، البطولة التي يوجد فيها بوغبا وإبراهيموفيتش وآخرون! اختلفت الرغبة في النجاح والتألق، فاختلف موسى واختلف سعره الذي يقال إنه وصل إلى 30 مليون يورو!

• كلما تحولت كرة القدم إلى اقتصاد ومال وأعمال، تحول اللاعبون إلى سلعة.

لا يوجد قياس لمؤشر الرغبة في كرة القدم، لكن هناك معطيات، فمن الصعب أن يأتي لاعب من دوري جماهيري وإعلامي إلى دوري لا يعرفه أحد، ومدرجاته خاوية، أو ربما مشفر لا يستطيع أقاربه وجماهيره العاشقة مشاهدته، كل ذلك يؤثر في رغبته، فينعكس ذلك على مستواه، فيتحول الموضوع إلى كسب المال وأداء واجب فقط.

أيضاً هناك سقف للرغبة في كرة القدم، فعلى سبيل المثال، ما فعله أتلتيكو مدريد مع غريزمان، الذي أتى خلف رونالدو وميسي هذا العام، يعد قتلاً للرغبة، أو الإجبار على ممارسة كرة القدم، فمستواه منذ نهاية اليورو، على سبيل المثال، ليس كما كان قبله، لا أخفيكم أن لاعب مثل غريزمان لم يسجل 670 دقيقة متواصلة هذا الموسم، وفي أحيان كثيرة تشعر بأنه فقد الرغبة في اللعب والتألق مع أتلتيكو، ويؤثر ذلك في تركيزه وقتاليته في الملعب، لأنه أراد الرحيل، لكن النادي تمسك به، فتحول إلى «مجبر أخاك لا بطل».

قبل أن تتعاقد يجب أن تتخيل وتقيم رغبة اللاعب، كما يحدث للوصل مع ليما مثلاً، وقبل أن تستغني يجب أيضاً قياس رغبته في البقاء، فأحيانا الاسم الكبير العالمي لن يجني نفعاً لفريقك، كما يحدث لفالديفيا حالياً، كلما تحولت كرة القدم إلى اقتصاد ومال وأعمال، تحول اللاعبون إلى سلعة، يجب أن تعرف متى تشتريها، ومتى تبيعها!

آخر تغريدة

انظر إلى رغبة سيميوني، ومجموعته المجنونة، وترتيب فريقه، ومستواه ونتائجه أمام الفرق الكبيرة في إسبانيا، وانظر إلى مستواهم وروحهم القتالية، ستعرف معنى الراغبين في كرة القدم!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر