5 دقائق

اليوم العالمي للجودة

الدكتور علاء جراد

يحتفل العالم يوم الخميس، الموافق العاشر من نوفمبر هذا العام، باليوم العالمي للجودة، الذي يصادف الخميس الثاني من نوفمبر كل عام، وقد أعلنت الأمم المتحدة هذا اليوم منذ عام 1990 للاحتفاء بالجودة، وزيادة الوعي بأهميتها حول العالم، وقد بدأنا الاحتفال بهذا اليوم في الوطن العربي في السنوات الأخيرة، حيث تقوم بعض الجهات الحكومية بتنظيم فعاليات وأنشطة لنشر الوعي حول أهمية الجودة، ودورها في حياة الإنسان، لكن مازالت غالبية مؤسسات القطاع الخاص لا تقوم بأي نشاط، أو ربما لم تسمع بهذا اليوم أو حتى هذا المفهوم (الجودة).

الارتقاء إلى المستوى العالمي يتحقق بالرقي في كل ما نقوم به من أعمال، وبمراعاة متطلبات المعنيين، سواء كانوا موظفين أو متعاملين.

لكن ما هي الجودة؟ لقد حاول المختصون صياغة تعريف للجودة، فمنهم من عرّفها بأنها رضا العميل (الزبون)، والبعض عرفها بأنها استيفاء متطلبات التناسق والاعتماد، والكثير من التعريفات، التي تتمحور حول طبيعة الجودة من حيث أن العميل هو من يعرف الجودة في معظم الأحوال، باستثناء بعض الصناعات التي تحكمها مواصفات دقيقة قد لا يُلم بها العميل، وبالتالي لو أنني طلبت من جميع القراء الأفاضل صياغة تعريف للجودة، فسنحصل على عدد من التعريفات مساوٍ لعدد القراء، وجميعها صحيحة، فالجودة تختلف باختلاف المُتلَقي أو المُستفيد، لذلك كان العالم بحاجة إلى معايير ومواصفات حتى يتم الاتفاق على الحد الأدنى من الجودة، والنوعية التي يجب أن تتوافر في الخدمات والمنتجات، فمثلاً المواصفة الشهيرة (آيزو 9001)، هي مواصفة توضح لنا الحد الأدنى من المتطلبات ليكون لدينا نظام إداري ناجح، لكنها ليست قمة المُتطلبات، ولا يعني الحصول على (الآيزو) أن الشركة أو الدائرة قد وصلت إلى قمة الجودة، بل تعني أنها استوفت الحد الأدنى فقط.

الجدير بالذكر أن الجودة ليست مجرد مواصفات ومعايير ومدققين، بل إن الجودة أسلوب حياة، وأسلوب عمل، لا يمكن فيها الفصل بين ما نقوم به في حياتنا الشخصية والاجتماعية وما نقوم به في العمل، فالإنسان الذي يتمتع بالدقة والالتزام سيكون كذلك في بيته وفي عمله، والإنسان الذي يحترم الوقت ويحترم الآخرين سيكون كذلك في بيته وفي عمله، فالجودة ليست شهادة نحصل عليها ونعتقد أننا حققنا ما يجب تحقيقه، أو ارتقينا إلى المستوى العالمي. إن الارتقاء إلى المستوى العالمي يتحقق بالرقي في كل ما نقوم به من أعمال، وبمراعاة متطلبات المعنيين، سواء كانوا موظفين أو متعاملين أو شركاء أو أفراد المجتمع. إن الجودة ترتبط دائماً بالتعلم المستمر، وتطوير الذات، وإذا توقف الإنسان عن التعلم فلا قيمة لأي معايير أو مواصفات، أو حتى درجات علمية.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر