كرة قلم

كيف نفوز على أستراليا؟!

حسن الجسمي

يقال إن الثأر في كرة القدم أول طريق للخسارة، واسألوا اليابانيين! لكن لحظة، لدينا دين لنرده، وطعمه سيكون أجمل وأحلى، وعلى أرضنا، وهو الفوز على المنتخب الأسترالي، لنشدو بعدها بأعذب الألحان والأغاني، وأن نغلق أهم صفحتين في التصفيات بفوزين متتاليين، ونستعد للدوري، ونفكر بعد ذلك في مرحلة مختلفة، وخصوم مختلفين، بظروف واستعداد مختلف.

في دفاتر المدربين، هناك قاعدة في الصفحة الأولى تقول «حتى تفوز يجب أن تعرف خصمك»، وأنا أعلم أننا نعرف خصمنا الأسترالي جيداً، لذلك إذا تحدثت مع أحد فسيقول «أجسام عملاقة»، وآخر سيقول «يلعبون ممتاز على الأرض»!

هذا ليس كل ما لدى المنتخب الأسترالي، فلدي بعض أسراره التي تقول إنه منتخب قوي في أماكن، وضعيف في أماكن أخرى، مقارنة ببطولة آسيا الأخيرة، فهنا بعض المقارنات بيننا وبينهم في الأمور الفنية، وأرقام قد لا يعرفها الأغلبية:

في بطولة آسيا، نحن نتفوق عليهم في تحويل الفرص إلى أهداف، وهذه الميزة ظهرنا بها أمام اليابان، فنحن في بطولة آسيا حولنا 20% من فرصنا إلى أهداف، أما الأسترالي ففعلها بنسبة 17%، وأيضاً هجومهم أصبح أقل نجاعة من السابق، عطفاً على ما قدموه في التصفيات الأولية، فالذي يقول إن المنتخب الأسترالي قوي في الرأسيات، فهو لم يسجل سوى ثلاث أهداف من أصل 14 هدفاً في بطولة آسيا، أحدها على منتخبنا، ما يعطينا تفسيراً بأنه ليس منتخباً كلاسيكياً، يعتمد على الأطراف فقط لا غير، كما يعتقد الأغلبية.

أن تعرف خصمك لا يعني أن تخاف منه، فكرة القدم مثل الحروب، تكتيك وخطط ودفاع وهجوم.

الأسترالي، وكعادته يسجل في الشوط الأول، وفي الربع الأول من المباراة، كما فعلها أمامنا في كأس آسيا الأخيرة، فأنهى المباراة نفسياً في أول 15 دقيقة، وبذلك يكون سجل أكثر من 75% من أهدافه في الشوط الأول، بينما نحن استقبلنا ستة من أصل ثمانية أهداف في الشوط نفسه، لذلك سيناريو مباراة اليابان أو مباراتنا ضدهم قد يتكرر!

يمتاز المنتخب الأسترالي بأنه في الثلث الأول من ملعبه يستطيع بناء هجمات بشكل منظم، ففي بطولة آسيا وصلت نسبة التمريرات الصحيحة في حدود ملعبه إلى 93%، وأيضاً تصل إلى 80% في الثلث الهجومي، وهذا يعطينا تفسيراً بأنه منتخب منظم وصبور، ويلعب بطريقه متزنة، وغير متسرع.

أما المشكلات الدفاعية لمنتخبنا، التي أصبح يتحدث عنها الأغلبية بعد مباراة اليابان، فهي ليست مشكلات الدفاع بقدر ما نستطيع وضعها تحت التركيز الذهبي لبعض اللاعبين، والتواصل بين الخطوط. عموماً في بطولة آسيا استقبلنا ثمانية أهداف، ولم نخرج من أية مباراة بشباك نظيفة، بينما الأسترالي فعلها في نصف مبارياته، ومن ضمنها مباراتنا في دور الأربعة، فالوصية الأولى والأخيرة هي «الدفاع الدفاع».

بقي تسعة من أصل 23 لاعباً من المنتخب الأسترالي الذي فاز ببطولة آسيا قبل عام ونصف، ومدربهم لديه منطق يقول «إذا لم تكن تلعب في فريقك أساسياً فلن تلعب معي أساسياً»، لذلك رحل جيدينياك من كريستال بالاس إلى استون فيلا بحثاً عن مركز أساسي، وهذا يعطينا تفسيراً بأنه فريق جاهز، وربما تركيزه الذهني يكون أكثر وأفضل من اليابان.

كلمة أخيرة

أن تعرف خصمك لا يعني أن تخاف منه، فكرة القدم مثل الحروب، تكتيك وخطط ودفاع وهجوم، وليس الأقوى دائماً يفوز، بل الأذكى، واسألوا اليابان!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر