كرة قلم

بين دمعة ودمعة.. 12 عاماً

حسن الجسمي

عندما بكى رونالدو قبل 12 عاماً من خسارة النهائي أمام اليونان، سخر الكثيرون منه، وقالوا إن روي كوستا وفيغو وغيرهما، الذين كانت تلك آخر بطولة لهم، أولى بهذه الدموع، لكن لم يعرفوا أن هذه الدموع مخلوطة بين قهر وحب الفوز والوطنية وحب المجد في كرة القدم.

هي بطولة رونالدو وليست البرتغال، حتى لو لم يكن حاسماً في أغلب مبارياتها.

مرت السنون، حتى وصل إلى مرحلة أحرز فيها كل شيء، باستثناء مسيرته مع سبورتينغ لشبونة، فقد كانوا يلومونه كثيراً بأنه لم يحقق شيئاً لمنتخب وطنه، الذي عجز عنه أوزيبيو وفيغو ونجوم آخرون، حتى جاءت بطولة يورو 2016 ليذهب إلى الرئيس ويقول له إنني سأجلب لك مع أصدقائي كأس أوروبا.

سخر الكثيرون من ذلك، فهو يملك مدرباً لا يعرف الظهور الإعلامي، وفريقاً لا يلعب فيه أي لاعب في الفرق الكبرى في أوروبا سوى هو وبيبي، وأغلبنا لم يسمع بلاعب اسمه سيدرك وآخرون، فما هم فاعلون؟

لم يدركوا أن رونالدو عبارة عن إنسان يحب أن يضع نفسه وفريقه تحت الضغوط ليظهر بشكل أفضل، واختلق مشكلة في أول مباراة مع لاعبي آيسلندا، وبعد ذلك رمى المايكروفون في المياه الراكدة ليشتعل الإعلام عليه ويخفف الضغوط عن أصدقائه، لينسى الجميع البرتغال وينتظر رونالدو!

هي بطولة رونالدو وليست البرتغال، حتى لو لم يكن حاسماً في أغلب مبارياتها، حتى لو أنه أضاع ضربة جزاء لو سجلها كانت ستجعله يقابل إنجلترا وفرنسا وألمانيا قبل أن يصل إلى النهائي! هي بطولته التي وقفت معه، وسانده الحظ لأننا منذ نعومة أظافرنا نسمع جملة «الكرة تعطي من يعطيها».

رونالدو أثر في فريقه ومجموعته، أعطاهم الروح التي تتناسب مع طريقة لعب الفريق، فليس من السهل أن تدافع وتفوز في الأوقات الإضافية والحرجة منها، وتكرر ذلك في أغلب المباريات، هذه الروح كانت تنقص الفرنسيين.

كل ذلك لا ينهي دور سانتوس، المدرب الهادئ الصبور، ولا عودة ناني، ولا تأثير كواريسما وبسالة بيبي ومهارة الحارس باتريسيو، الذين قدموا مباريات خارقة للعادة، كل ذلك لن يخفي استحقاق المنتخب بعيداً عن رونالدو، لكن في هذا المقال تحدثت عن جانب واحد فقط، وهو رونالدو القائد في اليورو وسميتها بيني وبين نفسي ولنفسي بأنها «بطولة رونالدو»، الذي عاد بعد 12 عاماً لينتقم من كرة القدم، ويذرف دموع الفرح.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر