5 دقائق

مشاهد واقعية أو جديدة

عبدالله القمزي

عادةً، تسبق مسلسلات الدراما الخليجية تصريحات لمخرجين أو ممثلين، بأن الأعمال المعروضة واقعية أو جديدة. الحقيقة أن القصص جديدة جزئياً فقط، أما بقية التفاصيل فغارقة في التكرار، لسنا بحاجة إلى متابعة كل حلقات أي مسلسل لنفهمه، فمع التكرار أو «الواقعية»، بإمكاننا مشاهدة نصف حلقة وتجاهل ثلاث، ربما لن يفوتنا شيء! إليكم بعضاً من المكرر:

مشهد: فتى يدخل منزله متأخراً، فيقول له والده: اذهب بدل ثيابك، وتعالَ لنتناول طعام الغداء معاً (مشهد نراه من مسلسلات ثمانينات القرن الماضي).

مشهد: فتى (أو فتاة) يدخل منزله فيناديه والده ليجلس إلى جانبه، ثم يقول له: يا ولدي نبي نخطب لك بنت الحلال ونفرح بعيالك. (مشهد لا يغيب عن الدراما الخليجية منذ ثلاثة عقود).

مشهد: فتى (أو فتاة) يتزوج دون علم والديه، وعندما ينفضح الأمر يغمى على الأم أو الأب، والمشهد التالي في المستشفى. وهناك مشهد شبيه يتم فيه تطليق الفتاة، وتحدث الإغماءة «الكلاسيكية» التي لا تفارق الدراما الخليجية.

مشهد: تحدث فاجعة ينتج عنها مونولوغ حزين (الشخصية تحدث نفسها، وأحياناً بحضور بعض الشخصيات الأخرى)، متبوع بمونولوغ آخر لشخصية أخرى عن الموضوع نفسه، ثم مشهد يجمع كل الشخصيات بمونولوغ جماعي عن الموضوع ذاته. (يحدث عادة في الحلقات الأخيرة).

مشهد: زوجة تجلس إلى جانب زوجها مبتسمة، وتقول له: عندي لك بشارة (نعلم هي حامل)، ويتفاجأ هو بالخبر، ويخصص المخرج معظم الحلقة لمشاهد التهاني والتبريكات. (مكرر منذ الأزل).

مشهد: إذا نظر رجل إلى امرأة أكثر من خمس ثوانٍ مع موسيقى خفيفة في الخلفية تصدر فجأة، فاعلموا أنه سيتقدم لها. (مشهد نراه من تسعينات القرن الماضي، وقد يكون أقدم).

مشهد: تنظر شخصية إلى جهة اليمين أو اليسار، عندما تتحدث مع شخصية أخرى، أو تعطي شخصية ظهرها للأخرى عندما تتحادثان. (يحدث كثيراً عندما ينسى الممثلون التمييز بين الأداء المسرحي والتلفزيوني).

مشهد: موسيقى حزينة جداً ووجوه بائسة، كأن المخرج يجبرنا على الحزن مع شخصياته، متبوع بمشهد فرح شديد. (يتكرر منذ أكثر من 10 أعوام، ولا نعلم هل نحزن أم نفرح).

مشهد: يكون في الحلقة الثانية عادة، ويقدم لنا سبع شخصيات جديدة دفعة واحدة، ونبقى في حيرة من أمرنا، محاولين الربط بين كل تلك الشخصيات التي ظهرت فجأة. (بدأ في الظهور في السنوات الأخيرة).

مشهد: هذا النوع مكرر بالطبع ويتميز بحوارات الزعيق، الكل يزعق ويصرخ بسبب أو دونه. (أثناء تصوير فيلم كلاترال كان الممثل جيمي فوكس يعاني انخفاض صوت الممثل توم كروز الجالس مقابله أثناء البروفات، ليس لأن كروز خجول أو مريض، بل لأنه يعلم أنه في فيلم، وهناك مايكروفون حساس معلق فوقه، وليس في مسرح يتطلب منه رفع صوته).

مشهد: أفراد العائلة مجتمعون حول مائدة الطعام، وأحياناً على الأرض لتناول وجبة. (يتكرر مرة أو مرتين كل حلقة منذ عقود).

مسك الختام: في فيلم «ملهولاند درايف» مشهد لزعيم عصابة ينتظر نتيجة تنفيذ أوامره بفارغ الصبر، فيقرر الاتصال بمعاونه للتأكد من وقوع تطورات، فيجيبه الأخير بكلمة: the same، أي لم يتغير شيء، وهذا واقع معظم أعمال الدراما الخليجية.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر