أبواب

قلب الشرقاوي

سلطان العميمي

للشاعر الغنائي الكبير، علي الشرقاوي، قصيدة غنائية جميلة وشهيرة تغنى بها الفنان، خالد الشيخ، مطلعها: «جروح قلبي وتر، وينك يا عازف عود؟».

وقلب الشرقاوي، أخيراً، لم يكن بخير، إذ أجرى عملية في أحد شرايينه، تعرّض بعدها لجلطة في الدماغ، أثرت في صحته، وهو يرقد حالياً في أحد مستشفيات لندن للعلاج من آثار تلك الجلطة.

وأبوفَيّ لم يعد شاعراً بحرينياً، بل شاعر عربي استطاع أن يوصل الأغنية الخليجية بكلماته السهلة الممتنعة إلى أسماع كل العرب، وتعد تجربته مع الفنان خالد الشيخ هي الأبرز في مشواره مع الكلمة واللحن، ومن أشهر ما غنى له الشيخ، إضافة إلى أغنية جروح قلبي وتر، أغنية «أبكي على البمبره وابكي على التينة»، وهذه الأغنية ترتبط وجدانياً في أذن من يسمعها بمرحلة الطفولة والبيوت القديمة، وربما كان لتصوير الأغنية تلفزيونياً دور في تعزيز هذا الإحساس.

• كلمات الشرقاوي تحمل تلك النكهة الأصيلة للكلمة، بأسلوب لا يجيده إلا هو.

وكان للفنان الكويتي، مصطفى عبدالكريم، تجربته أيضاً مع كلمات الشرقاوي وألحان خالد الشيخ، من خلال أغنية «محبة القلب» التي تقول كلماتها «محبة القلب من صوبك محيناها، وبحور اللي خبرك بها نشف ماها، بان الجفا منك، واطباعك عرفاناها، يا ما سهرنا الليل، نكتب أماني كبار، الكلمة ريحة هيل، والهمسة لمسة نار، انت البحر لي سقى، وانا الشقا بحار».

ثم غنى الفنان عبدالله الرويشد أغنية من كلماته عنوانها: «درب الزلق»، واشتهرت ونجحت نجاحاً كبيراً.

كلمات الشرقاوي تحمل تلك النكهة الأصيلة للكلمة، بأسلوب لا يجيده إلا هو. وقد عرفته أخيراً عن قرب، إذ جمعتنا أكثر من جلسة في مرحلة الإعداد الأولى لإعادة إطلاق برنامج الأطفال التربوي التعليمي «افتح يا سمسم»، الذي جرى العمل عليه في العاصمة أبوظبي، وكان هو من ضمن المدعوّين للاستعانة بخبرتهم في مجال الكتابة للأطفال، خصوصاً في مجال الشعر، وكان للشرقاوي حضوره الهادئ بروحه المتواضعة، وأذكر أنه قال منذ اليوم للمشرفين على الإعداد: كل دواوين الشعر التي كتبتها للأطفال تحت تصرفكم، ويمكنكم الاستعانة بما تشاؤون منها دون الرجوع إلي!

ومن لا يعرف الشرقاوي جيداً، قد يفاجأ بأنه كتب تسعة أعمال شعرية للأطفال، وأربعة أعمال مسرحية لهم أيضاً، وأربعة أعمال مسرحية شعرية، وثمانية دواوين شعرية عامية، وخمسة عشر ديواناً فصيحاً.

وفي إحدى مقابلاته المنشورة في موقع «جهات»، قال عن علاقته بالقراءة: كنت أحب القراءة وأنا في‮ ‬الصف الثاني‮ ‬الابتدائي،‮ ‬أقرأ كل ما‮ ‬يصادفني‮: ‬أوراق الصحف المهملة،‮ ‬بقايا كتب،‮ ‬رسائل ممزقة وأشياء مكتوبة لا أذكرها‮. لم أكن قادراً‮ ‬على شراء مجلات الأطفال كسندباد وسمير،‮ ‬وهذا ما جعلني‮ ‬أسرقها،‮ ‬إذ كنت لصاً‮ ‬شريفاً‮ ‬أقفز إلى بيت الجيران وأدخل حجرة ابنهم‮ -‬ الذي‮ ‬كان في‮ ‬مثل سني‮ ‬حيث كان‮ ‬يقوم بشراء هذه المجلات أسبوعياً ‮- ‬وأسرق مجموعة من المجلات وأقرأها فوق السطح ثم أعيدها لأسرق‮ ‬غيرها‮! ‬وهكذا أقوم بقراءة مستمرة لمجلاتي‮ ‬المفضلة.

أستاذنا الغالي علي الشرقاوي:

سلامة قلبك من كل شر. ونتمنى عودتك من رحلة علاجك معافى وأنت بأتم صحة وعافية.

buamim@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر