كرة قلم

بايرن مخ!

حسن الجسمي

في نهاية التسعينات من القرن الماضي، وبداية الألفية كان للألمان ثلاثة فرق تنافس أوروبياً: دورتموند الذي فاز بدوري أبطال أوروبا في 1997، وبايرن ميونخ الذي حقق اللقب في 2001، وليفركوزن الذي خسر نهائي 2002 من ريال مدريد، بعدها غابت ألمانيا عن الألقاب الأوروبية قرابة عقد من الزمان، وكانت تمر بمرحلة أكاديمية وتجديد في النظام وإنتاج وصناعة اللاعبين.

لا تستغرب إذا شاهدت رحيل أهم اللاعبين من دورتموند، وفرق أخرى، إلى بايرن ميونخ.

خلال هذه الفترة، يرى معظم صناع القرار في الكرة الألمانية أن يكون لديهم فريق قوي واحد ومنافس شرس، أفضل من أن يكون لديهم ثلاثة فرق، يتم توزيع الدعم والعناصر البشرية بينها، لضمان الاستمرارية، فكان لبايرن ميونخ الأكثر شعبية والأكثر جاهزية أن يكون سفيراً للألمان في أوروبا، ووزعوا أسهمه على أديداس وأودي، وأدخلوا رجال أعمال وأصحاب عقول مستثمرة في مجلس إدارة النادي، حتى أصبح النادي قوياً اقتصادياً، لدرجة أنه حقق أرباحاً في تسعة من أصل آخر 10 سنوات، وأصبح يمول نفسه بنفسه دون تدخل رجل أعمال أو مجموعة مستثمرين، كما هو في معظم الفرق أوروبا حالياً، وبالفعل وصل بايرن إلى ثلاثة نهائيات في آخر خمس نسخ لدوري الابطال.

لذلك لا تستغرب إذا شاهدت رحيل أهم اللاعبين من دورتموند، وفرق أخرى إلى بايرن ميونخ، فكان بعضنا يتوقع رحيل هوميلز على سبيل المثال إلى أندية أوروبية أخرى والتي كانت ستدفع له راتباً أكبر وعرضاً مغرياً، لكنه مقتنع بمشروع ألماني بحت يوفر له المال والألقاب، وبطريقة سلسة، وقبل أن ينتهي الموسم تم الاعلان عن صفقة كانت تنقص بايرن في آخر ثلاثة مواسم، وتعاقد مع مدافع قائد يصنع الفارق دفاعياً وأفضل مدافع في العالم يجيد بناء وصناعة الفرص.

في منتصف الموسم، اعلنوا التعاقد مع أنشيلوتي، وقبل أن ينتهي الموسم دفعوا ما يقارب 75 مليون من أجل سانشيز وهوميلز، استعداداً للموسم المقبل، تماماً كما حدث مع غودزه ونوير وليفاندوفسكي وآخرين، وتم تجديد عقد أهم أفراد الفريق في وقت مناسب، ولهذه النظرة المستقبلية، والتفكير في القادم، ترى وسترى بايرن ميونخ دائماً ثالث ثلاثة المنافسين على الالقاب الاوروبية.

الكرة الالمانية مهما تعمقت فيها، تشعر بأنك مازلت متأخراً في كرة القدم، وبالطريقة التي يسيرون فيها اللعبة اقتصادياً واستثمارياً واستراتيجياً، تشعر بأنك مازلت تحبو أمام هرولتهم نحو المجد، فهم لا يرضون إلا بتسيد اوروبا كروياً، مهما كلفهم الأمر، لكن يريدون فعل ذلك من دون أن يكون للصدفة دور في ذلك، لأن الثاني والثالث والرابع تعني «أنك لا شيء».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر