كل يوم

أبعاد إنسانية.. وبصمات إماراتية

سامي الريامي

لاحظ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، أثناء قيادته لسيارته، وقوف طفلة صغيرة على رصيف جانبي، تبدو عليها ملامح القلق والتعب، والشمس حارة في وقت ظهيرة، ترجّل سموه من سيارته وسألها ماذا تفعلين؟ قالت أنتظر والدي ليأخذني إلى البيت بعد أن أغلقت المدرسة أبوابها، لكنه تأخر اليوم كثيراً، طلب منها أن يوصلها إلى البيت، فرفضت بشدة، قائلة: «حذّرني أهلي ألا أركب مع الغرباء»، ضحك سموه، ووافق ألا تركب معه، لكنه لم يتركها، وجلس معها على ذلك الرصيف حتى وصل والدها ليأخذها إلى البيت.

لم يفعلوا ذلك طمعاً في شهرة، ولا حباً في ظهور، هي فطرتهم الصافية، وهي أخلاقهم العالية.

قصة في منتهى الروعة، تعكس سمو شخصية محمد بن زايد، وإنسانيته المطلقة، روتها أمس صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين، في كلمتها أمام منتدى الإعلام العربي، الذي يحمل هذا العام شعاراً مميزاً للغاية، يتمحور حول «الأبعاد الإنسانية». هذه القصة هي واحدة من قصص كثيرة جداً، لا يمكن حصرها، قام بها الآباء المؤسسون لدولة الإمارات، ويقوم بها حالياً صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خارج الدولة وداخلها، مفعمة بالإنسانية، نابعة من إيمان حقيقي يجري في شرايينهم، حباً في نشر الخير والمحبة، وإغاثة الإنسان والإنسانية، أينما كان وكانت.

لم يفعلوا ذلك طمعاً في شهرة، ولا حباً في ظهور، وليس من أجل التداول الإعلامي، هي فطرتهم الصافية، وهي أخلاقهم العالية، وهي تعاليم الدين الإسلامي «الحقيقي»، والتقاليد والأخلاق العربية الأصيلة وحدها التي تدفعهم لذلك، وهي وحدها التي جعلت من الإمارات منارة حضارية في العمل الإنساني، وإشعاع خير ينير المناطق المظلمة من العالم، وشعاع أمل لكل المحتاجين والمنكوبين والفقراء في مختلف القارات، هذه الجهود التي بذلتها الإمارات في تنمية العمل الإنساني، وتعزيزه عبر العالم، جعلتها تحافظ، للعام الثالث على التوالي، على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الدولية، قياساً بدخلها القومي، وصنّفتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أخيراً، في مقدمة أكثر 10 دول عطاء في العالم، محتلة بذلك المركز الثاني في قائمة الدول المانحة خلال عام 2015.

منتدى الإعلام العربي هذا العام كان مختلفاً، خرج عن المألوف، كسر الأنماط كافة التي تسير عليها المنتديات والمؤتمرات، شكلاً ومضموناً، هو الأبرز، بل والأفضل والأجمل تنظيمياً، ليس على مستوى الإمارات والمنطقة فحسب، بل على مستوى العالم، والأهم أنه أضاف البعد الإنساني بشكل مميز، وتم ربطه بالإعلام باحترافية، فالجميع اليوم يبحث عن الإنسانية في ظل عالم مضطرب، ومتوتر، وقاسٍ، وفي ظل أحداث وتحديات تحيط بنا وبالعالم، تعصف بالإنسانية، وتفتك بالإنسان!

جميل أن يناقش الإعلاميون ذلك، وجميل أن يبذل كل منهم جهداً، ولو بسيطاً، كل في مجاله وموقعه، في سبيل عودة الإنسانية، من خلال كشف الحقائق، وإلقاء الضوء على المظالم، وتعرية الظالم، ونصرة المظلوم، فعالمنا اليوم مملوء بالانتهاكات، ومملوء بالمظاليم!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 
 

تويتر