كرة قلم

قطعة الذهب المهملة

حسن الجسمي

غالباً في الوعود الانتخابية يكون صوت الضعيف هو الأقوى، فكيف لا ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» فاز بترجيح من آسيا وإفريقيا بغض النظر عن الطريقة والأسباب.

الآن مع قرب موعد انتخابات مجلس جديد لاتحاد كرة القدم، يكون مسؤولاً عن قيادة الكرة الإماراتية في السنوات الأربع المقبلة، يريد الرئيس الحالي لاتحاد كرة القدم، يوسف السركال، أن يضع لجنة لدوري الدرجة الأولى كورقة انتخابية في برنامجه، كنوع من زيادة عدد اللجان التي يراها مناسبة، وهي تجربة ناجحة، حسب نظرته في الإدارة، لكن على حسب أهداف تطوير كرة القدم في الاتحاد الدولي لكرة القدم كان تقليص عدد اللجان هو الهدف!

• وجود تسعة فرق في دوري الدرجة الأولى، جعل المجلس الحالي لاتحاد كرة القدم في مأزق.

عموماً المرشح «الأشجع»، مروان بن غليطة، يرى أن 18 نادياً في الدرجة الأولى هي الأنسب، وأحد الحلول التطويرية التي طرحها، وهي في رأيي الأكثر واقعية والخطوة الأنسب في المرحلة المقبلة لتطوير «قطعة الذهب» المهملة.

تخيلوا أن دوري الدرجة الأولى، به تسعة فرق فقط لا غير، أي لو كان للفريق 22 لاعباً فإن ثاني أكبر مسابقة كروية في الإمارات تقدم 198 لاعباً فقط لا غير، بينما في السعودية، على سبيل المثال، يقدم الدوري نفسه ضعف ما يقدمه دورينا.

أي أن اللاعب الذي يشارك في جميع المباريات مع فريقه لن يلعب سوى 1400 دقيقة في موسم رياضي كامل، بينما سيلعب الدقائق نفسها تقريباً في دور واحد إذا تأهل لدوري المحترفين، ما يجعلنا نطلق مقولة «الصاعد هابط»، من دون النظر إلى الأسباب.

وجود تسعة فرق في دوري الدرجة الأولى، جعل المجلس الحالي لاتحاد كرة القدم في مأزق، والذي وعدنا برعايات تجارية للمسابقة، لكن هذا الوعد لم يتحقق، فمن المستحيل أن هناك رجل أعمال ناجحاً يرعى مسابقة فيها هذا العدد الضئيل من الفرق، ويبدأ في ديسمبر وينتهي في أبريل ولا ينقله أحد ولا يشاهده احد!

لو فرضنا أنه تم تطبيق فكرة بن غليطة، وكان هناك 18 نادياً وزيادة عدد المباريات والفرق وصعود المستوى الفني، مع نقلها تلفزيونياً بشكل منتظم مع بعض الزخم الإعلامي لها، أليس من السهل أن نفوز بعقد رعاية تجارية يصل إلى 18 مليوناً لثلاثة مواسم، وهو مبلغ تدفعه شركات محلية لحملة إعلامية لا تتعدى أياماً عدة، ولو وزعنا هذا المبلغ على الأندية مدخولاً إضافياً، سيحصل كل نادٍ على 333 ألف درهم في الموسم، الذي يعتبره أصحاب القرار في هذه الأندية مبلغاً خيالياً.

الجميع يعرف الأسباب والجميع يعرف الحلول، والجميع صامت، وينتظر في نهاية أبريل الذي سيشهد إجراء انتخابات اتحاد الكرة لاختيار مجلس جديد يقود الكرة الإماراتية في السنوات الأربع المقبلة،

ليبارك ويتوج المتأهل، ويتصور مع المتوج بقليل من الألعاب النارية، ومنصة فخمة عليها شعار المسابقة، لينتهي كل شيء على ما هو عليه ونحن مازلنا ننتظر.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر