كرة قلم

نقصر اللحاف أم نقطع أرجلنا؟

حسن الجسمي

مازلت أقول إننا بحاجة إلى استنساخ تجارب كروية، وبما أن التجربة الألمانية، التي تحدثت عنها سابقاً صعبة، فكم أتمنى أن نركب الطائرة، وعلى درجة رجال الأعمال، ونذهب إلى اليابان، وندرس ونستفيد مما فعلوه، منذ 1994 حتى عام 2000، خلال ست سنوات، من عمل إداري، وبناء أكاديميات في كل محافظة، وتطوير اللوائح، وفرض انتشار اللعبة بالثقافة، قبل أن يكون بمجرد التحفيز!

أتمنى أن نركب الطائرة، ونذهب إلى اليابان، وندرس ونستفيد مما فعلوه، منذ عام 1994 حتى 2000.

عموماً، قبل أيام عدة، قام الاتحاد الياباني بتطوير النظام في الاتحاد، بعد فوز تاشيما بكرسي الرئاسة، وأوكل تطوير كرة القدم إلى اللجنة الفنية، وعين نيشينو مدرب المنتخب في أولمبياد أتلانتا عام 1996، والذي هزم البرازيل حينها، وحقق «معجزة ميامي»، رئيساً للجنة، ومدربهم الذي حقق حلم الوصول إلى كأس العالم 1989 و2010 أوكادا نائباً للرئيس.

لماذا هذا التغير؟ الجواب سهل للغاية، رئيس الاتحاد هناك يرى أن التطوير الفني للعبة، واختيار عدد الفرق، وزيادة نسبة اللعب الفعلي، وعدد الأجانب، يجب أن يكون بيد مختصين وأصحاب خبرة على المستطيل الأخضر، وأناس شربوا من كأس التدريب والأمور الفنية، وليس بيد الإداري صاحب البدلة، الجالس على مكتبه تحت التكييف وأمامه كوب القهوة.

اللجنة الفنية هي عصب كرة القدم، لذلك اختار تاشيما أفضل شخصين لديه، لتعويض إخفاقات الكرة اليابانية أخيراً، وهي على صعيد منتخبات النساء والشاطئية والصالات فقط! وتطوير الدوري الياباني بشكل أفضل، وجعله أفضل دوري في العالم فنياً بعد الدوريات الأوروبية الكبرى، ومناقشة مدرب المنتخب الأول في الأمور الفنية، تمهيداً للفوز بكأس العالم عام 2030، كما هو مخططه له.

ويقال إن منصب رئيس اللجنة الفنية، في اليابان لديه، قوة وصلاحيات أكثر من نائب رئيس الاتحاد، وأن قراراته ذاتية، ويدخل فيها الرئيس طرفاً استشارياً قبل أن يعتمدها، على أن يتم تقييم عمل اللجنة، قبل تجديد انتخاب الرئيس لولاية قادمة.

هكذا تعمل الدول، وتطبق، وتستخدم مواردها البشرية، وعصارة تجاربها في تطوير كرة القدم، كيف يضعون الرجل المناسب في اللجنة المناسبة، يضعون المختص في محل الاختصاص، ولأن الإدارة في كرة القدم فن وذوق وتطوير.. أما من جلس يفكر وبمبدأ «مد رجلك قد لحافك»، ويفكر بطريقة هذا ما لدينا، وماذا تريدونا أن نفعل؟ لن يفعل شيئاً، لأن كرة القدم تطورت، والاتحادات أصبحت تعمل باستراتيجيات مدروسة، ونحن نفكر: هل نقصر اللحاف أم نقطع أرجلنا؟!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر