كرة قلم

مورينيو ومانشستر.. النحلة والزهرة

حسن الجسمي

يقول السويدي زلاتان في كتابه الذي يتحدث عن حياته: «مورينيو عندما يريد ان يفعل شيئاً لا يستمع إلا لنفسه، وغالباً ما يكون محقاً في ما يفعله». نصحني بألا أترك إنترميلان عام 2009، لأنه قال إننا سنحقق دوري الابطال الموسم المقبل، لم أسمع له، وحققها.

• مانشستر يحتاج إلى مدرب أحادي القرار.

منذ 2010 حتى الآن مر مورينيو بتجارب جميلة وقاسية، دخل مدريد مرفوعاً على الأكتاف، وحقق الدوري الوحيد لريال مدريد في آخر سبعة أعوام في ظل سيادة برشلونة التي يصفها الكثيرون بأنها من كوكب آخر، ولذلك صرح بعدها أربيلوا قائلاً «مورينيو انزل برشلونة من السحاب الى الأرض وأخذ منهم الدوري والكأس»، وبعد ذلك خرج من الباب الخلفي في وسط انشقاق مدريدي كبير.

لم يظل من كبريائه سوى أنه يعود لبيته القديم تشلسي، لكن يبدو ان ثلة من الإنجليز لم يعجبهم سطوة البرتغالي على النادي، وأرادوا توزيع المهام بينهم، وهذا ما لم يعجب العنيد، وكانت قصته مع طبيبة الفريق الضربة التي قصمت ظهره، ومن بعدها تحول الفريق الى أحزاب، حتى إن بعض اللاعبين تعمدوا إسقاطه، لدرجة أنهم اشعروا الجميع بأن النادي سيهبط مع مورينيو، لم يجد الملياردير الروسي إلا ان ينهي خدمات مورينيو لإنقاذ الفريق، من باب قطع اليد خير من موت الجسد.

الآن مورينيو مكسور، كبرياؤه أصبح من الماضي، مدرب بلا وظيفة، لكن حتى نكون واقعيين هو يملك افضل وكيل أعمال في العالم، هو خورخي مينديز، الذي كما تؤكد معظم صحف العالم أنه وقع مبدئياً مع مانشستر يونايتد وبراتب خيالي!

في رأيي أن مورينيو هو أفضل مدرب لمانشستر يونايتد في الفترة المقبلة، ليس لأنه مدرب كبير و«المان يونايتد» من كبار أوروبا فقط، إلا أن حاجة الطرفين إلى بعضهما هي ما ترجح كفته على أي مدرب آخر، خصوصاً انه يعرف دهاليز الإنجليز ودوريهم الصعب.

أما مانشستر يونايتد فلو شاهدت آخر 20 مباراة لهذا الفريق ستشعر بأن لديه ثلاثة لاعبين شبان في الأمام يستحقون الاشادة، وحارس مرمى لا يكترث بوضع الفريق، أما البقية فيجب أن يرحلوا، وهذا ما يصعب فعله خصوصاً ان الفريق دفع في نصفهم ما يقارب ربع مليار جنيه إسترليني، لذلك مورينيو من المدربين الذين يستطيعون إعادة اكتشاف بعض اللاعبين ومع بعض الإضافات في خطي الدفاع والهجوم، وبذلك سيكون مانشستر أفضل بكثير مما نشاهده هذه الأيام.

إذن، مانشستر يحتاج إلى مدرب أحادي القرار كما كان فيرغسون، ومورينيو يريد أن يثبت للعالم أن ماحدث في تشلسي بفعل فاعل وهو مازال مدرباً كبيراً، فالوضع الآن أشبه بالنحلة والزهرة، فهي تجد المتعة في جني العسل، والزهرة أيضاً تجد المتعة في إعطاء الرحيق للنحلة، أي العيش بمبدأ الأخذ والعطاء!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر