كرة قلم

«فوضى!»

حسن الجسمي

فوضى عارمة، ظهور وجوه جديدة، اختفاء من يجب أن يكون على صدر المشهد، قانونيون يسهرون حتى الصباح، شخصيات في الاتحاد كانت لا تظهر إلا على ورق الصحف، أصبحت أبطال مشهد مملوء بالغموض، الوضع يغمره الفوضى، ولا أحد يدري إلى أين المسير.

لكن لحظة.. فهناك من يعيد لنا ذلك المشهد من جديد، كأنني رأيته قبل بضع سنين، ما يحدث الآن ليس مصادفة، من قام بالتأجيل وإشاعة الفوضى ليس غبياً! لكنه يعرف كيف يكتب سيناريو ويخرج المشهد بشكل احترافي، لكنه نسي أن في الأفلام الهندية، غالباً ما يموت البطل!

عموماً يبدو، والله أعلم ما في النفوس، أن هناك، من ربما استعان بصديق، في معركة الانتخابات! وكأنني أرى ما يحدث الآن قريباً من مشهد انتخابات «فيفا» قبل الماضية، الجميع مرتبك، هذا يدفع بذاك أمام فوهة الإعلام الغاضب، وإلى الجماهير المندهشة، من أمور تحدث، لا يجد لها تفسيراً، وإلى «مسرحيات»، لا نعرف من بطلها، ومن الخاسر الأكبر فيها.

• ما يحدث الآن ليس مصادفة.

حتى لا نتحدث بالألغاز المفهومة أكثر، ونلخص المشهد الواضح للجميع، أرى أننا في فوضى عارمة، لم يشهدها تاريخنا الكروي أبداً، قضايا لم يتم البت فيها منذ عام، وأخرى من شهور، لتجتمع جميعها في فترة محددة، وقبل الانتخابات بأسابيع، هل ما يحدث مصادفة؟ بالطبع لا!

كل ما يحدث الآن، مثل النقاط السوداء في تاريخ كرتنا، وانعدام الثقة الجماهيرية والإعلامية في مسيرة اللعبة، ما يحدث الآن تشويش على اللعبة وعلى المنتخب في الفترة القادمة، وعلى المسابقات والمنافسات المحلية، علماً بأن كثرة النقاط السوداء تتسبب في سحب الثقة!

انشغلنا باللجان، سهرنا وتحدثنا وبحثنا عن من هو المشرّع؟ ومن هو القانوني؟ ومن الصح ومن الخطأ؟ إذن متى سنطور؟ ومتى سيثبت الاتحاد الحالي أنه أحق بولاية جديدة؟ متى سيعود ليكسب ثقة الجمهور والإعلام والأندية التي ستختاره من جديد؟ لا علم!

في عرف كرة القدم ومنذ الأزل، يقول إن صراعات الكراسي والتخبطات الإدارية، هي الطاعون القاتل لتطوير كرة القدم، فتخيلوا معي لو ان هذه الشخصيات والقنوات والصحف اجتمعوا لتطوير اللعبة، وليس للوم الآخر، وليس لرمي كرة النار على الآخر!

وتخيلوا لو كان الاتحاد الحالي عمل على تطوير لوائحه وفهمها خلال أربع سنوات ماضية، لكنا الآن نتحدث عن خطط تطويرية، ومعرفة خارطة الطريق لكرتنا التي نعشقها لحد الجنون، لكن ما يحدث الآن، قمة الإحباط، ومنتهى الفوضى، والجميع يسأل ويقول في نفسه «هو بيحصل إيه؟».

كلمة أخيرة:

الرجل الذي يحرك الجبال يبدأ أولاً بحمل الحجارة الصغيرة بعيداً.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر