أبواب

لمعة الاسم

سلطان العميمي

لبعض الأسماء لمعة مختلفة ووقعها الخاص على الأذن والنفس منذ اللحظة الأولى لسماعها، لكن كيف يمكن لاسم الشخص أن يكون مهماً ومؤثراً في الوصول إلى الآخر؟

لا يمكن للاسم المختلف أو الغريب أن ينتج أدباً حقيقياً أو تفوقاً في مجال إبداعي معين، لمجرد اختلافه أو غرابته، لكنه يمكن أن يكون ناجحاً في لفت الأنظار إليه والالتصاق بذاكرة الآخرين أكثر من الذين يحملون أسماء شائعة ومعروفة.

وبغض النظر عن الأسباب المؤدية إلى إطلاق ألقاب أو كنايات يشتهر بها أصحابها، إلا أن هذه الظاهرة قديمة جداً، ونعلم جميعاً كيف يميل الأشخاص إلى الابتعاد عن الظهور بأسماء طويلة، لأسباب عديدة، أهمها صعوبة حفظها. كما أن الاسم الفردي أو المركب الذي يشترك فيه شخص مع آلاف البشر غيره، لن يكون له الوقع نفسه الذي يحمله الاسم المختلف أو الغريب أو المميز.

• في تاريخ العرب، اشتهر كثيرون من الأعلام باسم واحد فقط أو لقب أو كنية، وقد لا يعرف كثيرون مثلاً أن أحمد بن الحسين بن الحسن هو الاسم الحقيقي لأبي الطيب المتنبي الذي يكتفي كثيرون بنطق لقبه الأخير «المتنبي» للتعريف به.

وفي تاريخ العرب، اشتهر كثيرون من الأعلام باسم واحد فقط أو لقب أو كنية، وقد لا يعرف كثيرون مثلاً أن أحمد بن الحسين بن الحسن هو الاسم الحقيقي لأبي الطيب المتنبي، الذي يكتفي كثيرون بنطق لقبه الأخير «المتنبي» للتعريف به. وأن ثابت بن جابر الفهمي هو الشاعر المعروف باسم تأبط شراً، وأن أحمد بن عبدالله بن سليمان هو الشاعر أبوالعلاء المعري. أما همام بن غالب فهو الفرزدق، والشاعر والنحوي ظالم بن عمرو هو الاسم الحقيقي لأبي الأسود الدؤلي. أما النحوي علي بن الحسن بن الحسين الهنائي فاشتهر بلقب كراع النمل، وقيل إن سبب إطلاق هذا اللقب عليه دمامته، وقيل لقصره.

ولم يقتصر الأمر على الشعراء في غلبة ألقابهم على أسمائهم الحقيقية، إذ نجد تاريخياً العديد من الأعلام في مجالات اللغة والطب والهندسة والفلك والفلسفة والرحلات وغيرها، ممن لا نعرف عنهم سوى ألقابهم، كابن بطوطة، واسمه الحقيقي محمد بن عبدالله بن محمد، وابن خلدون، واسمه الحقيقي عبدالرحمن بن محمد، أما الفيلسوف والعالم الكبير، الفارابي، فاسمه الحقيقي محمد بن محمد بن أوزلغ. وهناك فارابي آخر برز في علم النحو واللغة، واسمه الحقيقي اسحق بن إبراهيم، وقد اكتسبا اللقب من منطقة فاراب التي تقع في شرق تركستان في إقليم خراسان.

ولا يختلف الأمر كثيراً في عصرنا الحديث، فكثير منا يعرف الشاعر بدوي الجبل أو سمع به، لكن قلة يعرفون أن اسمه هو محمد سليمان الأحمد. أما علي أحمد سعيد فهو الاسم الحقيقي للشاعر أدونيس، الذي اختار لنفسه هذا اللقب تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية.

أما عوالم الفن، فهي الأكثر احتواء على الألقاب والأسماء المستعارة، مثل محمد جابر محمد عبدالله، وهو الاسم الحقيقي للفنان الراحل نور الشريف.

وبمرور سريع على عوالم السياسة والأدب والرياضة عند الغرب، نجد أسماء كثيرة لشخصيات، اقتصرت شهرتهم على اسم واحد فقط، مثل كلينتون وريغان وبوش وأوباما، وبيليه (اسمه الحقيقي إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو)، ومارادونا وميسي.

buamim@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر