كرة قلم

لكنه مازال صامداً

حسن الجسمي

من السهل جداً أن تقول، وأنت جالس أمام التلفاز أو في المقهى مع أصحابك، إن «بيريز يعبث بريال مدريد»، أو أن تضع بعض الجماهير المتأثرة والعاطفية لوحة على الطرقات وتقول «هذا لا يصلح رئيساً» تعبيراً عن غضبها.

• كل أنواع المشكلات على رأس بيريز، لكنه مازال صامداً.

لنستعيد الاحداث، الفشل في التعاقد مع دي خيا وقصة الثواني السخيفة، وترحيل كاسياس بشكل غريب ومجحف، والاستغناء عن انشلوتي وتعيين بينيتيز رغماً عن أنف الجميع، والخروج من الكأس بطريقه ساذجة ومضحكة، وإيقاف الفريق بسبب خروقات في التعاقد مع لاعبين قصّر، وهي المصيبة التي كان يعتقد الجميع أنها ربما «تقسم ظهر البعير»، كلها علامات فشل متواصل.

ماذا تبقى؟، كل أنواع المشكلات على رأس بيريز، لكنه مازال صامداً، ويبدو أنه ليس للبعير ظهر ليقسمه أحد، ولا يستطيع أحد أن يزيحه عن كرسيه، فمهما كبرت القصص والمشكلات يستطيع إخماد النيران بمؤتمر صحافي واحد وفي نصف ساعة!

بعد كل ذلك ألم تسأل نفسك لماذا هذا الصمود؟ ولماذا يطلقون عليه الشامخ؟ تخيل أنه رغم أن الموسم الماضي كان موسماً مخيباً لريال مدريد، لكنه تمكن من زيادة إيرادات النادي 9.4% وأدخل خزائن النادي 660.6 مليون يورو، و42 مليون يورو صافي الأرباح، وكانت أفضل سنة مالية في 114 عاماً من تاريخ النادي الكبير.

وبصرف النظر عما يردده الجمهور الإعلام الإسباني، الرجل يدر الأموال واللاعبين والبطولات بشكل مستمر، وجعل من النادي أقوى «براند» رياضي في آخر عقد من الزمان، فلو كان هذا الرجل ينطبق عليه المثل المصري الذي يقول «في كل خرابة هناك عفريت» فلن يستطيع أحد إخراج العفريت من البيت الأبيض حتى لو وصفوه بالخرابة، وحتى لو توالت النكبات الإدارية تلو الأخرى.

الشامخ اقتصادياً والمحنك مالياً قبل أن يكون إداريا، من يريد الإطاحة به عليه فقط تجهيز مرشح للدورة الانتخابية المقبلة، ليكون شعاره طرد العفريت وترميم الخرابة، لكن على من يفكر في هذا يجب عليه أن يعلم شيئاً واحداً، أن الخرابة التي سيتركها «العفريت» بيريز، كما يتخيلها البعض، ستكون آيلة للسقوط على رأس الجميع في أي لحظة.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر