كرة قلم

لماذا هذا المحترف فاشل

حسن الجسمي

حتى نكون صرحاء مع أنفسنا، البذخ الذي وصلنا إليه في كرة القدم يشعرنا بمستقبل مملوء بالغموض، فصفقات الصيف تتبخر مع حرارته، والبعض لديه شيكات متجمدة، يود أن يذيبها في سوق الشتاء

• مؤشرات الأداء هي الحل الأنسب لإيقاف نزيف الدراهم.

الساخن!ستتكرر الصفقات نفسها التي يكون أغلبها غريباً وفاشلاً، لاعب عالمي سيأتي وآخر سيذهب إلى دوري آخر ومعه كومة من الدراهم، ليفسح المجال إلى متعطش آخر يستولي على أموالنا! إذاً ما الحل؟ ولأن كرة القدم أصبحت رياضة مال وأعمال، فدخول بعض الأمور العلمية والإدارية فيها أصبح ضرورياً، هل سمعتم عن مؤشرات الأداء في الوظائف الحكومية والخاصة، التي يتم تقييم كل موظف من خلالها؟ هي الحل الأنسب في وجهة نظري لإيقاف نزيف الدراهم، فهي موجودة في أغلب أندية أوروبا، إن لم يكن جميعها، فمن الصعب أن يسوق وكيل اللاعبين لاعباً سعره 20 مليوناً مؤشر أدائه يقول إن سعره لا يتجاوز 10 ملايين! هي مؤشرات أساسية، تعتمد في المقام الأول على عمر اللاعب، وثانياً على مركزه، فالمهاجم مختلف عن المدافع، والشاب مختلف عن الذي يأتي إلينا ليختم مسيرته، ويضع صورته مع زوجته في «إنستغرام»، ويقول: «نحن نتشمس!».وثالثاً، هي حالته في منتخب بلاده، هل هو أساسي أم احتياطي، ورابعاً، خبرته الدولية، وخامساً، الدوري القادم منه، فالقادم من البرازيل سعره ليس كمن أتى من إنجلترا!سادساً وأخيراً، والأهم، قياس أداء اللاعب داخل أرضية الملعب في آخر موسمين على الأقل يعد الأهم في تقييم سعره وحاجة الفريق له، فمثلاً لابد أن نعرف كم كيلومتراً جرى، وكل تسديدة سدد، وكم هدفاً صنع، وكم من الفرص خلق، وكم مرة حصل على لقب أفضل لاعب في المباراة، كل حسب مركزه، وليس كما تعتقد بعض الإدارات أن مشاهدة اللاعب من خلال «برامج تسويقية» تهتم بالفيديوهات لقياس أداء اللاعب، أو بتوصية (مبطنة) من مدرب الفريق!الغريب أن بعض الإدارات تصرّح بحاجة فريقها للأجنبي من مجرد سير المباريات، فإذا لم يسجل فريقه لمباراتين يرون أنهم بحاجة إلى الهداف، وينسون أن كرة القدم عبارة عن خلق وصناعة فرص، وليس مجرد هداف!وهذا تتم معرفته من خلال قياس أداء الفريق، الذي أغلب الأندية المحلية لا تعرف كيف تقيس مؤشرات أداء فريقها، لذلك أغلب الصفقات تكون «مضروبة» وأحياناً اللاعب المواطن يؤدي أفضل منه!باختصار تحديد سعر اللاعب بناء على مؤشرات الأداء، وهناك عنصر مهم جداً يحدد مسار اللاعب في دورينا بالتحديد، هو «رغبة اللاعب» فأغلب الصفقات «العالمية» تفشل عندما نكتشف أن رغبة اللاعب تتبخر، ويصطدم بعد أن يشاهد المدرجات خاوية، والدوري مشفر، لا تعرف عنه أغلب وسائل الإعلام العالمية!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر