مزاح.. ورماح

«اليابانيون قادمون..!»

عبدالله الشويخ

يذكر العالم الأحيائي الياباني الكبير هيرهاتي ديلاكوابوي، في كتابه الأشهر «القطيع»، أن تجربة علمية أجراها على أحد النمور، استمرت لمدة 40 سنة، أثبتت أن قطيع النمور حين يوضع في طريق مجهول لم يمر عليه مسبقاً، ولم يعايشه، فإنه ــ بالفطرة والسليقة ــ يتبع النمر الأكبر سنّاً في خطوات سيره، دون الاهتمام باكتشاف بقية الطرق، إن وجدت، وهذه من عجائب عالم الحيوان.

ومن العجائب الأخرى في عالم الحيوان أن الخروف الصغير يستطيع الضحك على الخروف الكبير، لماذا؟ أولاً لأنه لا يوجد عالم ياباني اسمه هيرهاتي ديلاكوابوي.. كل ما في الأمر أن الاسم هو قلب لأحرف «خالد حريه» مع إضافة كلمة «هاتي»، وكلمة «وابوي».. ثم هل صدقت قصة الكتاب ؟ قليل من التفكير كان سيدلك على أن النمور لا تعيش في جماعات، وهل نسيت أن صوت مدرس العلوم كان يبح وهو يكرر بأن النمور تعيش لمدة 25 عاماً فقط! هل تشعر بالخجل الآن؟ لا تنكر أنك كدت تصدق المعلومة لمجرد أنها صيغت بطريقة خبيثة تبدأ بـ«يذكر العالم الياباني».

عن نفسي، فأنا أعشق الشعب الياباني، حتى إن اسمي كان على مواقع التواصل أثناء مراهقتي «شويخونامي»، من دون إضافة وابوي بالطبع، ولكن ألست معي في أن البعض يبالغ في أخذ كل ما له علاقة باليابان أو من اليابان أو تجربة يابانية كأنه أمور مسلّم بها علمياً، وتصلح لكل زمان ومكان ولكل بيئة.

زوجتك تطفئ السخان في الشتاء، لأن اليابانيين اكتشفوا أن «السبوح» بالماء البارد أفضل للجسم.. صديقك يسقيك شاياً مرّاً في مجلسه، لأن دراسة يابانية أثبتت أن شرب «الجت» أكثر صحة من شرب الشاي السيلاني، الحلاق يقوم بتعديل قصة شعرك إلى ياباني ستايل.. شقيقك يبيع سيارتك الألمانية ويقول لك: ما في بعد الياباني! في النادي الرياضي يدوس المدرب على بطنك وعلى أعضائك الحسّاسة، لأنه رأى المدرب الياباني إياه يقوم بهذا التمرين، يا أخي واحنا ما لنا!

يقسم لي أحد الزملاء بأن مجموعة من المواطنين يدرسون حالياً في اليابان تخصص بكالوريوس اسمه: طرق تقديم الشاي الياباني! بمعنى أن الخريج سيكون متخرجاً في تخصص: تقديم شاي ياباني، لا أستطيع التفكير في عنوان أطروحته إذا فكر في أن يكمل دراسة الماجستير؟!

صدقوني أحب اليابان واليابانيين، ولكن الاستنساخ لكل شيء وتصديق أي معلومة ومحاولة تطبيقها حتى ولو كانت من البروفيسور «هيرهاتي»، هو ما جعل مجموعة قطرات الماء تمنعني من النوم!

أنت لست الشقيري، وأنا لست ناروتو، البيئة تختلف، والرغبات تختلف، ومعدل الصبر يختلف، لم لا تقوم بدراسات هنا على أشخاص مثلي، ثم تطبق نتائجك القاسية علي؟!

 Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر