كرة قلم

ورقة النجاة يا بيريز

حسن الجسمي

قبل ثلاثة أسابيع تقريباً، توقعت إقالة بينيتيز من تدريب فريق ريال مدريد، وعللت ذلك بالثورة الإعلامية المنظمة ضده، التي أطاحت مدربين أكبر منه، فكيف لهذا الذي بكى في لحظة تقديمه مدرباً للفريق؟! ليس لأنه غير جدير بريال مدريد، لكن المكتوب كان واضحاً من عنوانه، ولأنه قبل أن يدرب بينيتيز فريق ريال مدريد وقف الإعلام المدريدي ضده، وأغلب الجماهير ضده، ونصف اللاعبين ضده، وأصبحت المؤشرات واضحة، لذلك من الصعب أن تنجح في ريال مدريد ولديك أعداء.

حتى تنجح في ريال مدريد يجب أن تكون محبوباً لدى الجميع، تعرف التعامل مع رونالدو وفرقته، والإعلام ورغباته.

• نجاح زيدان لا يقترن بخبرته في التدريب، بقدر حاجته إلى الدعم الإعلامي والجماهيري.

وهذا ما أراه موجوداً في زيدان، نجاح زيدان لا يقترن بخبرته في التدريب، بقدر حاجته إلى الدعم الإعلامي والجماهيري، وهذا ما يبدو ظاهراً الآن، على عكس ما حصل مع بينيتيز في يوم إعلان توقيعه مع الريال.

لن أنسى حادثة الأسطورة بيكن باور، عندما أصبح رئيساً لبايرن ميونيخ، فذهب إلى أحد اللاعبين المتخاذلين، وقال له «أنا النجم وأنا الرئيس وأنا القيصر، أعمل من أجل الفريق، فمن تكون أنت؟».

وهذا ما يمكن أن يفعله زيدان مع بعض اللاعبين، نجومية اللاعب صاحب الشخصية الفريدة ودوره القيادي قد تطغى على خبرته الفنية مدرباً، ويكسب تضحية اللاعبين بتاريخه وشخصيته المحبوبة والقوية، والتي ربما يستولي بها على أصعب غرفة ملابس في عالم كرة القدم!

الآن ريال مدريد يمر بمرحلة تاريخية على الصعيدين الفني والإداري، لأن رئيس النادي بيريز كشف عن ورقته الأخيرة التي لطالما لم يرد أن يلعب بها، وأراد ان يجعلها طعماً انتخابياً لولاية جديدة، لكن الظروف والإعلام والجماهير جعلته يكشف عن «ورقة النجاة»، ليضع عنواناً للمرحلة المقبلة، مفادها «مع زيدان.. يُكرم بيريز أو يُهان».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر