أبواب

دبي مدينة ثقافية

علي العامري

كثيرون حول العالم يحلمون بزيارة دبي التي شكلت صورتها المضيئة نقطة نقطة، ولطالما حلم الشباب العرب بالعمل فيها، وكذلك شباب من قارات العالم. وقد لمست ذلك خلال السفر إلى بعض البلدان، إذ سرعان ما نلاحظ أن كثيرين يغبطون من يعيش في هذه المدينة، ويمكننا رؤية علامات الإعجاب بالمدينة التي تعد واحدة من المدن العالمية التي تعد على أصابع اليد الواحدة.

• إنها مدينة دبي، التي تفتح بوابة الحلم على الواقع، وتعمل على تجسير المسافة بين الطموح والإنجاز، وتمزج بين خيال الشعر وروح الفروسية. إنها دبي قدوة المدن.

 صورة دبي تسبقنا أينما سافرنا، إذ أصبح اسم «دبي» بمثابة «بطاقة تعريف»، وعلامة حياة، وأبجدية محبة، ففي كوستاريكا التقيت أصدقاء عبروا عن دهشتهم بالمدينة، بنهضتها، وبتحويل الحلم إلى واقع ملموس، كما عبروا عن حلمهم بزيارتها. وفي مقدونيا، وبينما كنا ننتقل من العاصمة سكوبيا إلى مدينة أوخريد المسجلة في قائمة «اليونسكو» للتراث الإنساني، لمحت في الطريق، وفي بلدة صغيرة، علامة تحمل اسم دبي و«طيران الإمارات»، في منطقة قد تبدو «نائية» بمقياس المسافات، وبمقياس أناس لا يعرفون معنى الوصول إلى القارات.

 لكن، على الرغم من الصورة المعروفة عن دبي، من جوانب الأمان والتعايش والاقتصاد وفرص العمل، إلا أنها تواصل استكمال صورتها الكلية، من خلال المهرجانات السياحية المتعددة، حتى غدت «مدينة المهرجانات» التي تستقطب زواراً من بقاع الأرض. كما تواصل دبي تشكيل صورتها الحيوية من خلال مشروعات ومبادرات ثقافية كبرى، للآداب والفنون بمختلف أشكالها، فهي الآن تتقدم بقوة لتكون «مدينة الفنون»، إذ تنتشر في المدينة صالات العرض التشكيلي، وتقام فيها فعاليات عالمية للفن التشكيلي، منها «آرت دبي» ومعرض «سكة» وبرنامج الفنان المقيم وأيام التصميم ومعرض دبي الدولي للخط العربي وملتقى دبي التشكيلي الدولي، وغيرها الكثير. ومن المهرجانات الثقافية يبرز مهرجان طيران الإمارات للآداب الذي يستقطب نخبة من مبدعي العالم. وتقوم هيئة دبي للثقافة والفنون وندوة الثقافة والعلوم ومؤسسة العويس الثقافية ومركز جمعة الماجد، ومؤسسات غيرها، بجهود متميزة على صعيد الفعل الثقافي، كما ينتظر تفعيل مؤسسات أخرى للمشاركة في إغناء المشهد الثقافي في دبي، خصوصاً بعد افتتاح فرع لاتحاد الكتاب والأدباء فيها، وفي ظل وجود «بيت الشعر» أيضاً.

وعلى الرغم من الإنجازات الثقافية الكبيرة، إلا أن المقبل من مشروعات يؤكد أن المدينة تمضي باتجاه تأثيث جمالي ومعرفي لصورتها الكلية، وهنا أذكر عبارة قالها الأديب، محمد المر، قبل أيام، عن دبي، وهي أن «مدينتنا ستكون واحدة من أجمل المدن الثقافية في العالم، بعد اكتمال مشروعات مثل دار الأوبرا ومتحف الفن الحديث ومتحف الاتحاد والمتحف الآركيولوجي». وهو بذلك يشير إلى مستقبل المدينة ثقافياً، خصوصاً أن البنية التحتية لشؤون الآداب والفنون تتيح لدبي أن تزداد إشراقاً، وأن تغدو «لؤلؤة الثقافة» التي تشع جمالاً ومعرفة وبهجة، لتضيء العقول والقلوب والأبصار.

نعم، إنها مدينة دبي، التي تفتح بوابة الحلم على الواقع، وتعمل على تجسير المسافة بين الطموح والإنجاز، وتمزج بين خيال الشعر وروح الفروسية.

إنها دبي قدوة المدن.

 alialameri@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر