5 دقائق

حقيقة الدكتوراه المهنية

الدكتور علاء جراد

يروّج بعض المعاهد والأفراد للدكتوراه المهنية، وتوحي إعلاناتهم المريبة أن هذه الدكتوراه هي الحل الأمثل والبديل للسفر إلى الخارج، وكل ما عليك هو تقديم الشهادات التي حصلت عليها مسبقاً، وربما كتابة بحث بسيط سيساعدون هم في كتابته أو بمعنى أصح «فبركته»، مع وعد بالحصول على الدكتوراه خلال ستة أشهر.

• على طالب العلم أن يكون أميناً وصادقاً مع نفسه ومع الآخرين، ولا ينساق وراء الوعود البرّاقة.

 

إن الحصول على الدكتوراه أمر واضح ولا لبس فيه، ويبدأ بأن يتم اختيار جامعة أو معهد حقيقي له وجود ومعتمد من الجهات المعنية. وتقوم بعض الجامعات المرموقة بتقديم برامج الدكتوراه المهنية، والتي تشبه تماماً الدكتوراه التقليدية PhD، ولكن الفارق هو أن الدكتوراه المهنية تركز على الجانب العملي أكثر من النظري، مع ضرورة الحضور وتقديم أطروحة، وهي ليست معادلة للخبرات السابقة كما تروّج تلك المعاهد.

وهناك أربع طرق للحصول على الدكتوراه، أولاها الدكتوراه التقليدية التي يتفرغ فيها الباحث، ويتم تعيين مشرف أو فريق للإشراف وتستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات. ثانياً، أن تكون الدراسة بدوام جزئي، بحيث يحضر الباحث ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر داخل الحرم الجامعي. ثالثاً، عن طريق الأبحاث المنشورة مسبقاً في دوريات أكاديمية معتمدة ولها معايير محددة، وتخضع لضوابط ولجان علمية، أما النوع الرابع فهو الدراسة عن بعد، ولكن من الجامعات المعتمدة، فعلى سبيل المثال تنشر هيئة الاعتماد الأكاديمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بدولة الإمارات قائمة بالجامعات المعتمدة عن بعد، ليس هذا فقط، لكن يتم أيضاً نشر قائمة ببرامج التعليم العالي بالجامعات المحلية على موقعها الإلكتروني www.caa.ae ، وينصح أي شخص يرغب في الحصول على الدكتوراه بالتأكد مسبقاً من أن الدرجة معترف بها.

منذ بضع سنوات قدم وزير الدفاع الألماني آنذاك، كارل تسوجوتنبرج، استقالته من الحكومة بسبب الضغط عليه نتيجة اقتباسه بعض الفقرات في أطروحة الدكتوراه الخاصة به دون الإشارة إلى المصدر، كما قامت الجامعة بسحب الدرجة منه، واعتبرت فعلته في عِداد الكذب والخداع، فما بالك بمن يدّعي الحصول على دكتوراه غير موجودة أصلاً. إن الدكتوراه هي أعلى الدرجات العلمية ويفترض أن تكون نقطة تحول في حياة الإنسان، لذا على طالب العلم أن يكون أميناً وصادقاً مع نفسه ومع الآخرين، ولا ينساق وراء الوعود البرّاقة والطرق المختصرة أو الملتوية. وعلى الرغم من صعوبة رحلة الدكتوراه إلا أنها رحلة ممتعة وتوسع مدارك الإنسان، كما تساعده على تعلم كيفية حل المشكلات، لذا فالموضوع جدير بأن يتم أخذه بجدية والاستثمار فيه، وإلا فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.

 Garad@alaagarad.com

 @Alaa_Garad

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر