ملح وسكر

فوز مستحق

يوسف الأحمد

فوز أحمد خليل بجائزة أفضل لاعب آسيوي استحقاق ذهب إلى من هو أهلُ له، بعد النجاحات والإنجازات التي أسهم فيها مع زملائه لفريقه الأهلي أو المنتخب الوطني على حد سواء.

•تدرج خليل مع الفرسان ثم المنتخبات أسهم في صقل موهبته.

• الفوز باللقب ليس نهاية المطاف وإنما هو البداية.

 

ولعل تدرج خليل مع الفرسان ثم المنتخبات الوطنية قد أسهم في صقل موهبته الهجومية التي تعد الأبرز حالياً على مستوى الساحة المحلية، كونه يُعد من الهدافين القلائل الذين تعتمد عليهم كرة الإمارات في هذه الفترة في ظل شح المهاجمين المواطنين وندرتهم في الملاعب.

 

وعلى الرغم من الموهبة والحاسة التهديفية التي يتمتع بها خليل، إلا أنه مر بفترات عصيبة عانى فيها تدني مستواه وتراجع أدائه على الصعيدين، حتى إنه بقي حبيس الدكة لفترة طويلة، لولا وقفة المخلصين والناصحين الذين عملوا على إخراجه من حالة اليأس والإحباط التي مر بها، ليتمكن بعدها من العودة متوهجاً ومتألقاً أمام الشباك، بل قائد لزملائه في المستطيل الذي كافأه وتوجه بهذا اللقب القاري.

لذلك فإن الفوز باللقب ليس نهاية المطاف وإنما هو البداية لمسيرة قادمة للاعب، الذي عليه أن يواصل مسيرته ويحافظ على حضوره الذهني والفني داخل الملعب وخارجه وألا يكتفي بما حققه في هذه المحطة، إذ عليه المواصلة والتمسك بالجائزة التي نالها لأعوام مقبلة، كون المحافظة على القمة والتربع عليها أصعب من الوصول إليها.

التغييرات الفنية الأخيرة التي هبت رياحها على أندية الشارقة والشعب والظفرة، جاءت نتاجاً طبيعياً للمخرجات السيئة التي قدمتها تلك الأندية من تدهورٍ للنتائج وتخبطاتٍ في الأداء والمستويات نتيجة وقوعها في شرك الهزائم المتتالية التي دقت ناقوس الخطر في ساحتها. ولعل التغيير الفني قد يسهم في تحسين وتعديل الوضع في تلك الأندية لما له من انعكاسات نفسية وفنية في بادئ الأمر مثل ما هو متعارف عليه دائماً، لكن ذلك يتطلب عملاً وجهداً متواصلين من الطرفين (اللاعبون والجهاز الفني) من أجل تحقيق الغاية والهدف من التغيير.

وفي الواقع أغلب التغييرات تأتي لتكون نفسية في المقام الأول، ومن النادر أن يحدث العكس بانقلاب الحال كلياً وتبدله للأفضل، كون المعيار الذي يضبط العملية هو المزاجية وقابلية التغيير عند اللاعبين، والتي تتفاوت حسب عقلية وثقافة اللاعب. ولهذا فإن التغيير عادةً ما يكون سلاحاً ذا حدين، نسبة فشله أكبر من نجاحه على المدى الطويل. في الوقت الذي ينبغي أن تعمل تلك الأندية على مراجعة حساباتها وملفاتها، خصوصاً ما يتعلق بالمدربين واللاعبين، وتبحث في أسباب التدهور جدياً دون الاكتفاء بتعليق رقبة المدربين وجعلهم شماعة لأخطاء متكررة تتواصل من موسم إلى آخر، ومن دون البحث أيضاً عن الأسباب الجوهرية التي صارت علة مزمنة في أنديتنا جميعاً.

لذا فإن التغيير هو حل مؤقت فقط ومُسكن موضعي، لكن البحث في مسببات هذا التغيير هو نجاح لديمومة هذا الحل!

 

 

 

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر