ملح وسكر

مرفوع الرأس

يوسف الأحمد

- في غوانزهو خسِر الأهلي وانتهى الحلم الذي كان الفرسان على بعد خطوة منه، بعد أن أبلوا بلاءً حسناً في مقارعة صاحب الأرض الذي لم يتفوق عليهم سوى بالهدف الماكر الذي خطفه في لحظة غفلة وهفوة.

• لم يستحق الفرسان الخسارة ولم تستحق تلك الجماهير تجرع المرارة.

 

نعم، لم يستحق الفرسان الخسارة، ولم تستحق تلك الجماهير تجرع المرارة، لكن مشيئة القدر هي ما كتبت النهاية وجعلت الفرسان ثاني الكبار في القارة، رغم الآمال التي كانت تحوم حول مركز الصدارة بانتزاع الكأس بكل اقتدار وجدارة. فقد كان العشم والانتظار لتلك اللحظة التي انتظرتها جماهيرنا طويلاً، بعد أن ظهر الفرسان الحمر بشكلٍ مختلف أحرجوا فيه الفريق الصيني محاصرين ومسيطرين، بل كانوا قريبين من التسجيل والتقدم لولا الاستعجال، لينتهي مشوار آسياً ويخرج منه وصيفاً مرفوع الرأس، وتجربة زادت عوده صلابةً، وأضافت له خبرة ستكون له دافعاً وشفيعاً في النسخة المقبلة.

- الوطنية ليست ثوباً يُلبس أو أغنية تُعزف أو شعاراً تزين به الجدران والأسقف. لا يا سادة، الوطنية حب وانتماء وغيرة وحرقة من القلب، فالوطن لا يحتاج إلى أن يتمايل ويرقص له البعض لبرهنة الحب والعشق، وإنما يحتاج إلى العمل والاجتهاد ثم المثابرة لإعلاء شأنه وصوته وإبقاء رايته عاليةً خفاقة، إذ يظهر ذلك في الشدائد والأزمات التي تحدد قياس نسبة الوطنية في الدماء والنبضات.

فالمنتخب أحد مكونات وعناصر الوطن، الذي لا يتجزأ من منظومته، والذي يتكاتف الجميع للمحافظة على مكتسباته ودفعه إلى الأمام نحو الأفضل دائماً، والوقوف خلفه في كل الحالات. البعض يعمد إلى تجاهل مطبات وعراقيل مشوار المونديال الشاق، لكن على الجهاز الفني واللاعبين الهدوء والتعقل، حتى يصلوا إلى الغاية المرجوة ببلوغ مونديال روسيا وإعادة ذكريات كأس العالم في إيطاليا 1990. الأغلبية اتفقت على أن الأبيض خط سيره كان متعرجاً في بدايته ولم يكن مرضياً، لكن التصحيح أتى بردة فعل صنعها هو بنفسه ثم استفاد من الظروف التي خدمته في الجولات الماضية، وهو ما كان يتمناه الجميع كي يتمكن من العودة إلى خطه المعتاد بعد ذلك الانحراف المفاجئ. لذا فإن إطلاق سهام الانتقاد ليس في محله الآن، كون المنتخب بحاجة إلى تناسي الخلافات وتربص الهفوات، فمهما تباين الأداء وتراوحت النتائج، يبقى الأبيض بحاجة الجميع من أجل احتوائه بحضن يمنحه الحيوية والنشاط، ثم الوقوف خلفه بالتشجيع والمؤازرة، وهذا ما يعرف يا سادة بالوطنية!

 

Twitter: @Yousif_alahmed


لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر