كرة قلم

11 ضد 11 والفائز هو العميد

حسن الجسمي

سُئل الهداف التاريخي للكرة الإنجليزية غاري لينيكير، قبل ثلاثة عقود تقريباً، عن تعريف لكرة القدم، فأجاب بأنها 11 لاعباً ضد 11 لاعباً، وكرة مستديرة، والمنتخب الألماني هو الفائز!

وتحدثتُ في مقال سابق عن تطور الكرة الألمانية أكاديمياً، فعندما قابلت زيكو في دورة رياضية، قال ألمانيا تصنع النجوم، فيعيشون أطول فترة ممكنة في الملاعب، أما البرازيل فهي تبحث عن النجوم، ويختفون بسرعة، ولكم أن تتخيلوا وتقارنوا بين الأسماء، وتروا ان كلامه «سمن على عسل».

هناك من يعمل للمستقبل ويخطط ليقود كفة الكرة في الإمارات.

خبر صغير مرّ في زحام المباريات الآسيوية والبطولة المحلية، هو تعاقد نادي النصر مع أكاديمية «ورلد فوتبول أكاديمي»، التي يديرها الفيلسوف الكبير مارسيل لوكسين. حتى نقول من هو لوكسين، فهو كان احد معاوني السير أليكس فيرغسون، في اكتشاف اللاعبين في فترة وجيزة، وهو الذي عمل على إعادة ترتيب مشروع الحلم الالماني في عام 2007، الذي وضعه الألمان عام 2000 ليحققوا كأس العالم بعد 14 عاماً، تحدثت عنه في مقال سابق، وبالفعل أوصل المشروع الى بر الأمان، رغم ان هذا الرجل هولندي الجنسية!

النصر بعد أن يتفق مع والد اللاعب في الأكاديمية سيذهب اللاعب الى النادي من المدرسة مباشرة، وسيراجع دروسه، وستقدم له دروس لتقويته علمياً، ويتعلم الثقافة الإماراتية، ومن ثم سيلعب كرة القدم ويعود إلى بيته.

هذا يسمى بـ«اليوم المتكامل»، الذي نشأ عليه أوزيل ومولر ونوير وخضيرة وغوتزه في ألمانيا، لكن هناك كان العمل جماعياً، بحيث الاتحاد طالب جميع الأندية الـ36 في الدرجتين الأولى والثانية بأن تتبع شروطها وإلا لن يتم ترخيصها، ودفعت لها كل سبل النجاح، واشترطت ان تكون طريقة اللعب والنهج وأسلوب ممارسة كرة القدم في أكاديمياتها متشابهة.

خطوة تاريخية للنصر، هذا ما يجب ان نبرزه للإعلام والناس بأن هناك من يعمل للمستقبل، ويخطط ليقود كفة الكرة في الإمارات، وربما آسيا بأسلوب علمي، واشخاص وأصحاب تجارب ناجحة، لأنه بعد خمسة أعوام سيخفض الدعم المادي للأندية، وسيختفي بعضها، ولن يبقى إلا من عمل وصنع لاعبين للمستقبل.

عموماً أرى أننا ربما نقول بعد سبعة أعوام، عندما تتغير خريطة كرة القدم في الإمارات، ونسترجع في المقالات والاستديوهات التحليلية مقولة مولر الشهيرة «11 ضد 11، والفائز هو العميد».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر