كرة قلم

«فن مهدي»

حسن الجسمي

طوينا صفحة مباراة فلسطين بخيرها وشرفها الكبير، فقد انتهى أسبوع «فيفا» بتناقض غريب، فزنا بالعشرة في يوم ولم نستطع أن نسجل في يوم آخر، فما هي المشكلة؟ لم أعتد أن أكتب مقالاً فنياً، لكن إذا كانت المشكلة فنية فيجب الحديث عنها وبإسهاب.

القادم أصعب، وسنلعب مباراتين مع السعودية بمدربه فان مارفيك ومعاونه فان بوميل.

إليك هذه المعلومات: منذ مباريات كأس آسيا مروراً بتصفيات كأس العالم سجل منتخبنا الوطني 21 هدفاً، منها هدف واحد فقط من كرة ثابتة أو ضربة ركنية في تسع مباريات. وقمنا بست ضربات رأسية فقط في كأس آسيا الماضية، و52 عرضية فقط طوال البطولة، 15% منها كانت صحيحة كثاني أسوأ نسبة في البطولة! و80% من الأهداف صنعها أو سجلها أربعة لاعبين فقط معظمها كانت بالأسلوب نفسه، وهو التحضير وانتظار المساحات واللعب على ثغرات الخصم، ولهذا السبب كنا ثاني أفضل فريق تمريراً للكرات في بطولة آسيا 2925 تمريرة، ما جعل مدرب فلسطين يستخدم العنف المباح وغلق العمق والدفاع المتأخر بطريقة تشبه هزيمتنا أمام المنتخب الأسترالي.

إذاً لا تنويع، ولا وجود لظهيرين عصريين يقومان بصناعة اللعب أو عرضيات صحيحة، ولاتزال المشكلة مستمرة ولم يجد لها مدربنا حلاً سواء في مباراة تيمور أو في مباراة فلسطين، ففي كثير من الاحيان مباريات معقدة تفوز فيها بعنصر المباغتة والابتكار التكتيكي غير المتوقع أو حتى تصنع ثورة تكتيكية أثناء سير المباراة، فمثلاً ان تلعب بثلاثة مهاجمين من بينهم إسماعيل الحمادي، وعمر كصانع ألعاب وحفظ التوازن بماجد وعامر، يعد حلاً مباغتاً، أو مثلاً اللعب بثلاثة قلوب دفاع مع خمسة لاعبين وسط واعتماد على أجنحة تفتح تكتل الخصم العنيد الذي لا يخرج من مناطقه إلا بعد صافرة الحكم!

نعم كان هناك تطور بدني كبير للمنتخب، واللافت أننا لم نستقبل أهدفاً حتى الآن، لكن عندما تكون من كبار القارة وتضع كأس العالم نصب عينيك يجب أن تكون قوياً فنياً وبدنياً، تباغت وتبتكر وتفاجئ الجميع، ولا تعتمد على لاعب أو لاعبين.

القادم أصعب، وسنلعب مباراتين مع السعودية بمدربه فان مارفيك ومعاونه فان بوميل، وحتى نخرج من هذا المعترك الصعب والمصيري نحتاج الى «فن مهدي» الذي نكنّ له كل احترام ونثق به ثقة عمياء في إدارة الأزمات الفنية، وأن يبتكر لنا شيئاً لم يتوقعه حتى الخبير الفني الذي جلبه مدرب السعودية من صحيفة هولندية متخصص في الأرقام وعلم الإحصاء الكروي!

Twitter: Hassan_aljassmi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر