٥ دقائق

إعلاميات الدلع والتصوير

خالد السويدي

سبحان الله، هكذا بين ليلة وضحاها أصبح لدينا عشرات بل مئات الإعلاميات من حيث لا نحتسب، يتكاثرن بظاهرة الانشطار الثنائي، تخرج واحدة فتتبعها واحدة أخرى، إعلامية إلكترونية، وأخرى متخصصة وسائل تواصل اجتماعي، وثالثة في التجميل والنفخ والماكياج، ورابعة دعايا وإعلان، وإعلاميات في التلفزيون، وفئة جديدة «مال» كل شيء! المهم أنّ المسمى إعلامية مهما كانت الطريقة التي تظهر بها أو تستعرض بها في وسائل الإعلام!

وما يحيرني أكثر من بين كل هذا الكم، كم واحدة منهن تستحق لقب إعلامية؟ خصوصاً أن هذا اللقب صار لكل من هب ودب وشطح ونطح ذات اليمين وذات الشمال، قد تقدم إحداهن برنامجاً تافهاً خالياً من المضمون فتصبح إعلامية، وأخرى لا تمتلك أي موهبة سوى تلك الألوان التي تصبغ بها وجهها كلما أطلت في وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية، وأخريات لا أعرف كيف صرن إعلاميات وما هي المعايير التي جعلتهن من فئة المشاهير.

عندما نتابع الإعلام الغربي والأجنبي قد نجد العديد من الإعلاميات اللواتي لا يتمتعن بأي جمال يذكر، ولكن لا يمكن أن نلغي المواهب التي يتمتعن بها، ولا البرامج الهادفة التي يطللن بها من خلال التلفزيون، بل هناك الكثير من البرامج الأجنبية المناسبة للمجتمعات العربية والإسلامية التي تقدم رسالة حقيقية.

عندما نتابع الإعلام الغربي قد نجد عديداً من الإعلاميات لا يتمتعن بأي جمال يذكر، ولكن لا يمكن أن نلغي المواهب التي يتمتعن بها.

بينما عند العرب الوجه الحسن قبل كل شيء، حتى لو كانت الثقافة صفراً على الشمال، شوية دلع بل كثير منه هو المطلوب، مع كثير من «الحلاوة» وإن كان فيه كثير من غش للجمهور والمتابعين، أمّا الثقافة والحضور المميز فهما آخر الأولويات لدى المؤسسات الإعلامية.

مشكلة الإعلاميات خصوصاً الخليجيات أن الماء غالب على الطحين، الهدف الأول والأخير هو الظهور والاستعراض الخالي من المضمون، برامج تصوير في «سناب شات» و«انستغرام» والمناسبات الاجتماعية، كل خطوة بصورة وكل صورة بـ60 ألف تعديل بـ«الفوتوشوب» لتظهر الصورة أحلى من أجل عيون المتابعين.

لو «نخلنا وشخلنا» كل هذا الكم منهن سنجد أن قلة فقط منهن تستحق المتابعة والاهتمام في القنوات الخليجية، هي بالتأكيد الفئة التي تقدم ما هو هادف ومفيد للجمهور من دون دلع وتصنع، أمّا المشكلة الأكبر في أنهن أصبحن قدوة للصغيرات اللواتي لا يعرفن شيئاً في الحياة سوى التقليد.

مصيبتنا أحياناً ليست في القنوات ووسائل الإعلام، المصيبة فينا نحن الذين جعلنا من الحمقى والتافهين والناقصين إعلاميين ومشاهير.. أرجوكم توقفوا فلقد أصبح الوضع لا يطاق!

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر