5 دقائق
شهداء الإمارات.. أوسمة خالدة
تتوالى البشائر لشعب الإمارات بتوالي الأسماء التي تشرفت بالشهادة، وشرّفتنا وزادتنا فخراً، لتكون كالأوسمة الخالدة، ليس على صدر الإمارات فقط، وإنما على صدر الأمة العربية بأكملها.
شهداء الواجب، الذين فقدناهم جسداً، وها هي أرواحهم موجودة معنا في أهلهم وأبنائهم وتضحياتهم، سطروا بدمائهم وعيداً لمن تسول له نفسه العبث بالعروبة، وصناعة القلاقل في محيطنا العربي، وأعلنوها فعلاً وليس قولاً «الدم الإماراتي فداء لأمن الوطن العربي».
شهداء الإمارات، الذين فازوا بهذا الشرف خلال الفترة الماضية، سواء في البحرين أو في السعودية أو اليمن وأي مكان آخر، هم مثال صادق لأبناء الإمارات المخلصين لوطنهم ولقيادتهم، مؤمنين بما تدعمه حكومتهم من قضايا إقليمية ودولية، وأن ذلك كله يصب في مصلحة أمن واستقرار بلدهم والبلدان الشقيقة والصديقة.
هم أولئك الذين أقسموا بالله العظيم على الإخلاص لدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها، مطيعين لجميع الأوامر التي تصدر إليهم من قادتهم، منفذين لها في البر والبحر والجو، داخل البلاد وخارجها، وأن يحافظوا على شرفهم وسلاحهم، لا يتركونه قط حتى ينالوا الموت، وقد أشهدوا الله على قولهم هذا، ونفذوه حقاً.
وزملاؤهم من بعدهم أصروا على قسمهم، متفانين في أداء واجبهم، لم تخفهم الحوادث، مقسمين على إكمال عملهم، وتنفيذ الأوامر، حتى يحققوا النصر لما يدعمونه من قضايا وشرعية عربية.
بهؤلاء الرجال وأولئك الشهداء يفتخر كل بيت في الإمارات، والفخر الأكبر لأهاليهم الذين نالوا الشرف بأن يحمل أحد أبنائهم لقب «شهيد الإمارات»، وأي فخر وشرف هذا، إنه أعلى درجات الشرف.
هنا في الإمارات لا تنسى قيادتنا ولا ينسى شعبنا الشهداء الأبرار، فتظل تحتفي بهم وبأسمائهم وبأبنائهم وأهلهم، وأوضح مثال على ذلك «الشهيد سهيل»، الذي استشهد في بداية سبعينات القرن الماضي وهو يدافع عن تراب الإمارات، ولاتزال القيادة تخلّد اسمه، وتكرّم ذويه بين الحين والآخر، وأطلق اسمه على عدد من المعالم في الدولة، فقد تم تكريم اسمه، وتكريم زملائه الأحياء الذين كانوا معه، بأغلى وأرفع الجوائز «جائزة رئيس الدولة التقديرية»، بأول دورة لها في ديسمبر عام 2011، وهذا التكريم الرفيع يثبت كم هو غال شهيد الإمارات لدى قيادة الإمارات وحكومتها وشعبها.
شهداء الإمارات، بما قدموه، بثوا في شعب الإمارات كافة إصراراً وعزيمة على مواصلة البذل والعطاء في سبيل هذا الوطن العزيز، وفي سبيل قضايا العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء، وبذل شباب الإمارات وعطاؤهم لا يقتصر على العسكريين، وإنما الجميع سيضاعف جهده، كل في مجال عمله وفي مجال خدمته الوطنية، ليرفع بذلك قدرات وإمكانات الإمارات لدعم القضايا الوطنية والإقليمية والدولية، لتبقى الإمارات رقماً عالمياً قوياً وصعباً.
أخيراً..
كلنا أهل لأسر شهداء الإمارات، وهم أهل للتقدير والاحترام والتكريم، لتضحياتهم وصبرهم، بل ويستحقون أن تكون لهم معاملة خاصة، فهم شخصيات مهمة عن جدارة.
saeed@uae.net
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .