وجهة نظر

ماذا لو انتظر غوانزو التشفير

حسن الجسمي

لم أبتعد عن كرة القدم في إجازتي، وقد شدني الفضول بعيداً حتى وصلت إلى الصين، الخطر الآسيوي الكروي المقبل.

سنبدأ بهذه المعلومة التي تقول إن الدوري الصيني دفع حتى الآن 60 مليون يورو للتعاقدات الصيفية، كسادس أكثر دوري في العالم صرفاً هذا العام، وأصبح لديهم روبينهو وسكولاري وباولينهو وجولارت وديمبا با وآخرون.

«معظم النقاد يرشحون غوانزو، للفوز بدوري أبطال آسيا».

60 ألف مشجع على الأقل يحضرون المباراة الواحدة في الصين.

من أين لكم هذا؟ كيف تدفع أندية مغمورة هذه المبالغ في لاعبين عالميين وأساسيين؟ لكي تأتي باللاعب البرازيلي باولينهو يعني أنك يجب أن تتفوق على أندية أوروبية أخرى تصارع على اللاعب مادياً وفنياً، ليس هذا فحسب، فحتى تقنع ناديه بتركه، فإن ذلك يحتاج إلى نوع من المال الطائل، وحنكة في التعاقدات.

دخلت كثيراً في سير عمل الدوري الصيني، واكتشفت أن معظم الأندية مملوكة لشركات مستقلة، لديها أسهم في السوق المالية، فمثلا نادي شانغهاي يملكه زهو جان، وهو المليونير الذي يعتبر إمبراطور الألعاب الإلكترونية، هذا الرجل عين مستشاراً فنياً، وقام هذا المستشار بالتوقيع مع جيوفاني مورينيو الكولومبي الذي ينتمي لجيل فالكاو، وبعد ذلك سرق تيم كاهل من أندية خليجية بعد كأس آسيا الأخيرة، والآن ديمبا با بـ20 مليون يورو، وأصبح لديه محترفون من الوزن العالي.

غوانزو، النادي الذي كان يدربه ليبي وكانافارو، والآن سكولاري الذي تعاقد مع روبينهو بديلاً عن البرازيلي أليكسون المصاب لمدة ستة أشهر! وسيلعب مع باولينهو وجولارت وأفضل لاعب كوري في الصين. قوة غوانزو المالية أتت بعد شراء «إيفير غراند» العقارية 60% من أسهم النادي عام 2009، لتدخل إمبراطورية التجارة الإلكترونية شركة «علي بابا» في الخط، وتستحوذ على 40% من أسهم النادي، حتى أصبح النادي مملوكاً للشركتين 50% لكل شركة، لذلك شاهدنا جميعاً في عام 2013 هذا الفريق المغمور بطلاً لدوري أبطال آسيا!

ما أريد الوصول إليه أن شانغهاي وغوانزو الصينيان سيتسيدان الكرة الآسيوية في الأعوام المقبلة، فهما بمقدورهما التوقيع مع 50 روبينهو و50 ديمبا با، لأن الأندية لديها أرباح تصل إلى 55 مليون يورو سنوياً، كما هي الحال مع غوانزو، فالأندية تبيع القمصان والشعارات، وتجني من التسويق الملايين في كل مباراة، ويدخل ملعبها على الأقل 60 ألف مشجع، ما ينتج عنه الثبات الاقتصادي والتسويق، ما يجعلها تتحول إلى أندية اقتصادية تجارية، الأمر الذي سيعطيها قوة اقتصادية وكروية خارقة كما لم نتوقع، عموماً وللعلم فقط لم ينتظر غوانزو وشانغهاي «التشفير» ليكونا أقوى فرق آسيا اقتصادياً!.. أراكم قريباً.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر