ملح وسكّر

نصيب الأسد

يوسف الأحمد

لا أعلم لماذا تهرول أنديتنا نحو البحث عن الأسماء الكبيرة من المحترفين، وتدفع لهم مبالغ طائلة لا تتواكب مع حجم العطاء الذي يقدمونه ولا حجم المسابقة وقوتها التي بالأساس مازال تصنيفها يدور دون المتوسط من ناحية المستوى والحضور الجماهيري. ففي الأيام الماضية امتلأت الصفحات والشاشات بأخبار التعاقدات والصفقات الكبيرة التي تمت والتي أوشك بعضها على الانتهاء والاعلان الرسمي عنه. ولعل أندية العين والوحدة قد استأثرت بنصيب الأسد من الاهتمام والمتابعة، بعد تعاقدها مع نجوم عالميين ومعروفين مثل باستوس وفالديفيا وغيرهما، لكن التشيلي فالديفيا ثارت الشكوك حول مصير تعاقده مع الوحدة خلال هذه الأيام، بعد أن ترددت أنباء عن دخول نادي جوانزوا الصيني في الطريق، حيث قدم له عرضاً مغرياً جعل من وكيل أعماله يفكر جدياً في إيجاد منفذ أو ثغرة لفسخ ارتباط اللاعب مع الوحدة والانضمام للفريق الصيني، فهي حادثة تعيد إلى الأذهان قصة فالدي مع فريق الفجيرة في الموسم الماضي، والذي كان يفترض على أنديتنا الحذر منه عملاً بقاعدة المرء لا يلدغ مرتين. لذلك فإن التسابق وصل إلى ذروته بين أنديتنا من أجل استقطاب المحترفين الذين باتت تراهن عليهم وتجد ضالتها فيهم. لكن الأرقام التي وصلت لها أسعار اللاعبين بلغت ذروتها في المبالغة والتمادي، خصوصاً أن قيمها لا تتماشى مع الواقع الفعلي للمسابقة ولحجم المردود المتوقع من أولئك المحترفين، إذ إن المضاربة غير المشروعة دفعت ثمنها ميزانيات الأندية التي مازالت تئن تحت وطأة الديون والمصروفات ولولا الدعم لأفلست معظم الأندية وأوقفت نشاطها الرياضي. ومن هنا فإنه مهما بلغت شراهة الرغبة في التعاقد مع المحترفين، فلابد من التعقل والتمهل في التوقيع على تلك العقود، وعدم الانسياق خلف السماسرة والمضاربين الذين لا شأن لهم سوى فائدتهم وعمولتهم المادية قبل أي شيء آخر.

«لابد من التعقل والتمهل في التوقيع على تلك العقود، وعدم الانسياق خلف السماسرة والمضاربين».

في رمضان يحلو السهر والسمر، وفي رمضان تحلو الدورات الرمضانية التي ذاع صيتها وعلت شهرتها خلال أيام الشهر الفضيل. فالدورات أصبحت على مد البصر، ففي كل شارع وحارة تجد إعلاناً ودعاية لها، حيث أصبحت فرصة للتنافس والترويج والدعاية، إذ أصبحت المكان الذي يجد فيه البعض ضالته، سواء كانوا لاعبين أو إداريين أو حتى إعلاميين، فالكل يعرض بضاعته، والشاطر من يعرف كيف يروج لها. لذا فالدورات الرمضانية أصبح لها نكهة وصبغة خاصة، خصوصاً أن تكاليف بعضها ناهز العشرات من الملايين، بل إن بعض الفرق جلبت محترفين فاقت أسعارهم محترفي الدوري المحلي، إضافة إلى أن البعض استطاع تغطية المصروفات كاملة من خلال الرعاية والإعلان اللذين حقق فيهما نجاحاً عجزت عن تحقيقه الكثير من إدارات أندية الدوري لدينا.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر