5 دقائق

الرؤية والرسالة

الدكتور علاء جراد

ما حلمك؟ وما المهمة التي تعتبر أنك خُلقت من أجلها؟ وما حلم المؤسسة التي تعمل بها وما الغاية من وجودها؟ بلغة الإدارة إجابة السؤال الأول تعني الرؤية، أما إجابة السؤال الثاني فتعني الرسالة (أو المهمة). وفي أدبيات الإدارة الحديثة يُطلق على هذين المفهومين «الطموح المؤسسي». وإذا كنت الآن داخل مقر عملك أو في جهة حكومية في دولة الإمارات، فلا شك أنك ستجد في مكان ما ملصق أو مطوية موضحاً بها الرؤية والرسالة لتلك الجهة، وإن لم تجد فلابد أنها موجودة على الموقع الإلكتروني. الحقيقة أن هاتين المعلومتين هما أهم معلومتين يجب أن يعرفهما كل فرد بالمؤسسة بداية من الرئيس التنفيذي وحتى أصغر موظف. ولكن على الرغم من بساطة هاتين المعلومتين وسهولتهما وفي الوقت نفسه أهميتهما فالغالب أنه لا أحد يهتم كثيراً بهما، فكيف إذن يمكن لمدير أو مشرف أو موظف أن يسهم في تحقيق رؤية ورسالة المؤسسة التي يعمل بها دون أن يعرفهما.

سألت أحد الموظفين ما إذا كان لديه فكرة عن رؤية ورسالة المؤسسة، فأجاب: هل تقصد ذلك «البوستر».

أثناء عمليات التقييم التي قمت بها لاحظت أن هناك دائماً ضعفاً في فهم الرؤية والرسالة، على الرغم من قيام الإدارة بعمليات التوعية لموظفيها، لكن لا يتم اختبار مدى فهم وإلمام الموظفين والمديرين، وقد يكون السبب عدم الجدية في جهود التوعية، فذات مرة سألت أحد الموظفين ما إذا كان لديه فكرة عن رؤية ورسالة المؤسسة، فأجاب: هل تقصد ذلك «البوستر» بجوار المصعد؟ لقد وضعوه أول من أمس قبل أن يأتي فريق التقييم. يذكر «ماساكي إيماي» مؤسس مفهوم «كايزن» (أو التحسين المستمر) أنه سأل موظفة حديثة التعيين بأحد الفنادق، ما رسالتكم؟ معتقداً أنها ستتلعثم في الإجابة، فكانت إجابتها: هل تقصد رسالة الشركة مالكة الفندق، أم رسالة فندقنا هذا، أم رسالة القسم الذي أعمل به، أم رسالتي أنا، فتفاجأ من إجابتها وطلب منها أن تشرح كل ذلك، فشرحت له الموظفة رسالة الشركة الأم، ومن ثم رسالة الفندق وكيفية ارتباط رسالة الفندق برسالة الشركة الأم، ومن ثم رسالة قسمها، التي يتضح فيها كيف يسهم القسم في تحقيق رسالة الفندق، وأخيراً رسالتها الشخصية التي تتواءم مع رسالة قسمها. هذه هي نوعية الموظفين التي تحدث الفارق وتصنع الإبداع.

لقد أكد «بيتر سينجي» أستاذ التعلم المؤسسي أهمية صياغة رؤية ورسالة مشتركة ينخرط فيها جميع الموظفين، وصولاً لتحقيق الحلم المؤسسي والأحلام الفردية لكل الموظفين، ويُعتبر كتابه «البعد الخامس» من أهم المراجع التي لا غنى عنها لأي إنسان طموح يرغب في التميز.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر