ملح وسكر
بداية تحتاج إلى تصحيح
- بداية موفقة للأبيض في مستهل مشواره المونديالي، بعد اجتيازه عقبة تيمور الشرقية بهدف وحيد، جاء بعد عناء ومشقة بقدم الفنان «عموري». صحيح أن محصلة الأهداف لم تكن مُرضية، بعدما اعتقد الجميع أن المنتخب سينصب سيركاً من الأهداف أمام مرمى المنتخب التيموري، لكن تعنت وصلابة الدفاع التيموري، الذي أحكم الرقابة، وأغلق المنافذ، وعطّل خطوطنا كان سبباً في إخفاق مهاجمين في زيارة الشباك التيمورية، لاسيما أن البرازيلي إيمرسون عمل على تطعيم فرقته بلاعبين مجنسين من بلاد السامبا على مستوى عالٍ من المهارة، وهو ما أعطى ثقلاً وتوازناً لدى التيموريين الذين خرجوا على غير عادتهم، وبصورة مختلفة كلياً عن تلك التي عُرفوا بها.
|
الحذر واجب من المنتخبات الصغيرة، والاستهانة بها مرفوضة. براغا اسم لامع، لكن ليس بالضرورة أن يحقق النجاح الذي حققه في تلك السنوات. |
وبسبب ذلك تأخر التسجيل، وكاد المنتخب أن يخسر نقاط المباراة لولا مهارة «عموري» التي أنقذت الموقف ووضعت في رصيدنا أول ثلاث نقاط، فالبداية جيدة، إلا أنها تحتاج إلى تصحيح وتصويب في بعض الأماكن، وهو ما يفترض من الكابتن مهدي أن يعمل لأجله، رغم أن العذر يجانبه هنا، لأسباب تم التطرق لها سابقاً.
ومن هنا فإن الحذر واجب من المنتخبات الصغيرة، والاستهانة بها مرفوضة، كما أن التصريحات المسبقة بعدد الأهداف، واستسهال المهمة، خصوصاً أمام المنتخبات المغمورة، سلاح خادع، قد يرتد رصاصة علينا، فتلك المنتخبات تطورت كثيراً، وقفزت نوعياً في مستواها الفني، وصارت تشكل نداً للمنتخبات الكبيرة، لذلك فالمشوار لايزال طويلاً وشاقاً، وعلى الأبيض ورجاله التعامل مع كل استحقاق بالقطعة، والابتعاد عن الأفكار المبنية على مستويات الماضي، فالمفاجآت واردة بل أكيدة، إلا أن الحذر واحترام الخصم عاملان رئيسان يقودان إلى تحقيق الانتصارات.
- بإعلان الجزيرة تعاقده الرسمي مع المدرب البرازيلي براغا، يكون بذلك قد طوى صفحة البلجيكي جيرتس، وأغلق باب التكهنات حول الأسماء التي تردد ترشيحها لإدارة الفريق في الفترة الماضية، فالعنكبوت عانى الأمرين بعد آخر موسم نجاح قضاه مع مدربه الحالي براغا، حيث عاش بعدها فترة من تذبذب النتائج، والابتعاد عن منصة البطولات التي عرف حلاوتها في عهد براغا.
لكن هل كان قرار العودة مجدداً للمدرب موفقاً أو صائباً، خصوصاً أن الإدارة الجزراوية صبرت عليه في تلك الفترة نحو ثلاث سنوات، ووفرت له ما يحلم به أي مدرب آخر؟ فالبعض يرى أنها مجازفة من الإدارة بالعودة إلى الوراء، وإلى النظام القديم الذي أعطى كل ما لديه في ذلك الوقت، إذ كان يفترض البحث عن فكر وإدارة مختلفة كلياً، حتى يعود فورمولا العاصمة بطلاً منافساً على جميع البطولات، مع ضرورة العمل على معالجة الثغرات الفنية والإدارية التي كانت سبباً آخر في تدهور الفريق، وتراوح مكانه من مركز إلى آخر. نعم، براغا اسم لامع في سماء التدريب، لكن ليس بالضرورة أن يحقق النجاح الذي حققه في تلك السنوات، في الوقت الذي يتوجب على إدارة العنكبوت أن تدرك أمراً مهماً، وهو هل ستصبر جماهيرها إذا ما طلب براغا إعطاءه مهلة سنة أو سنتين حتى يعيد الفريق إلى منصة البطولات، مثلما حدث في التجربة الماضية؟
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .