كرة قلم

لماذا لم ينتحر سواريز؟!

حسن الجسمي

يُقال إن في بدايات القرن الماضي كان هناك لاعب في الأوروغواي يدعى ابدون بورتي، لعب للأوروغواي أكثر من 200 مباراة، كان نجمهم الأوحد، الجميع يحلم بأن يرزق بمولود حتى يطلق عليه «بورتي».

مرت الأيام حتى هبط مستواه واستبعد من الفريق الأول من نادي ناشونال، ومن ثم المنتخب، حاول جاهداً ليعود إلى الصفوف، وبالفعل عاد، لكن لازمه سوء الطالع حتى اعتدى على لاعب الخصم وتم استبعاده من جديد.

قصة الأوروغوياني بورتي حقيقية ويتداولها الناس في بلده إلى يومنا هذا.

سواريز أهم مهاجم في العالم وشريك حصري في مثلث هجوم برشلونة الأكثر رعباً.

دخل في صراع مع نفسه حتى دخل في ليلة مظلمة أرضية ملعب ناشونال، ووقف في نصف الملعب في الظلام الدامس وأطلق بورتي رصاصة على نفسه، وشاهده احد عمال الملعب في الصباح وهو ملقى وبيده رسالة كتب فيها «قتلني الكارهون والناقدون وأنا حي، لا أحتاج أن اعيش بينكم».

هذه ليست قصة حزينة أو من خزعبلات كرة القدم، لكنها قصة حقيقية يتداولها الناس في بلده إلى يومنا هذا، وقد أعاد تلك القصة الى مخيلتي بعد ما مر مواطنه سواريز بمرحلة تشبه مرحلته، حيث قال بنفسه وبعد عضة كليني الشهيرة: «اعتقدت أن مسيرتي انتهت بعد كأس العالم، الفيفا والعالم كلهم كانوا ضدي حتى بعض اصدقائي، فكرت جلياً في الانتحار».

سواريز جلس مع وكيل أعماله الذي سوق له عرضاً من افضل فريق في العالم، ولم يتردد «العضاض» في قبول العرض، وقال له وكيل اعماله إن برشلونة قدم له «قبلة الحياة» وغداً يوم التوقيع.

يقولون في الأوروغواي إن وكيل اعماله الذي يدعى «غوارديولا» كان له الدور الأول في إبقاء نفسية اللاعب التي خرجت عن السيطرة وأصبح يجلس وحيداً في منزله لا يعرف عنه احد، لربما كان يفكر في تكرار ما فعله مواطنه.

اليوم سواريز أهم مهاجم في العالم، شريك حصري في مثلث هجوم برشلونة الأكثر رعباً في تاريخ الدوري الإسباني، وجزء مهم في جسد البارسا مع ميسي ونيمار وأحد أعمدة الثلاثية التاريخية.

في زمن بورتي كان اللاعب وحيداً اذا لم يكن نجماً، يعيش ويموت وحده ولم يكن ذا قيمة، أما اليوم فقد تغيرت اللعبة وأصبح وكيل الأعمال منقذاً للاعب، نفسياً وفنياً وحتى اجتماعياً، يختار له العرض الأنسب، ويفك اسره من ظلم ومزاجية بعض المدربين، لذلك لن تكون نجماً كبيراً في كرة القدم اذا لم يكن لديك وكيل أعمال محنك، يكمل دور المدرب والإدارة، فهناك لاعبون أهملوا هذه النقطة، واعتقدوا أن كرة القدم هي المستطيل الأخضر فقط، لذلك هم الآن أحياء، لكنهم أموات على دكة البدلاء.

Twitter: Hassan_aljassmi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر