كرة قلم

الكأس في الإمارات حب وولاء

حسن الجسمي

النهائيات في كل العالم تعد حدثاً كبيراً لعشاق كرة القدم، إلا أنها في الإمارات حب وولاء وشرف وكرة قدم، ففي نهائي كأس رئيس الدولة اليوم الكثير من رائحة الوطن والتلاحم، كيف لا وهو باسم رئيس الدولة. الأهلي هو الطرف الأول الذي وصل بخطى ثابتة، وبروح البطل وشخصيته التي أخفاها عنا حتى نهاية الموسم، لينهي الجدل، ويكذب جميع المشككين ومن كان يطارد هزائمه ونتائجه المتقلبة، ظهر متزناً قوياً في آسيا تارة، وأنهى مباريات الكأس بالشخصية قبل التكتيك تارة أخرى، ويعطي كل مباراة حقها.

إذا اختتم الأهلي موسمه بالفوز ببطولة الكأس فسيكون موسماً ناجحاً.

هذه المباراة الوحيدة في الموسم التي تقبل القسمة على اثنين وليس فيها خاسر.

في رأيي أنه إذا اختتم الاهلي موسمه بالفوز ببطولة الكأس، فسيكون موسماً ناجحاً جداً للفرسان، لأنه سيكون قد حصد بطولة «السوبر» والتأهل الآسيوي والكأس، وهي بطولات قد تشبع غرور جماهيره التي أصبحت لا تفكر إلا في الأمجاد، كيف لا وهو ثاني أكبر فريق ذي قيمة سوقية في آسيا بعد غوانزهو الصيني.

النصر العتيق، أو العميد الجائع، ففي عرف العساكر إذا جاع العميد يلتهم كل شيء، يريد من جنوده أن يكونوا جاهزين لتجهيز الوجبة حتى لو كان خصمه محنكاً، وجماهيره تثق بالمدرب صاحب الشعر الأبيض، وهو أكثر المدربين ابتكاراً في دورينا. وبعد أن كان الجميع يطالب برحيل المحترف رنان أصبح الآن أهم لاعب في الفريق بمركز جديد هو قلب الدفاع.

النصر لن يفوّت الفرصة، فالتاريخ أمامه والجماهير من خلفه، وإدارة ذات نظرة طموحة وواقعية تجلس على المدرج تنتظر نتاج اربعة أعوام من العمل الجاد، تنتظر موجاً أزرق يتسبب في إخفاء بحر الظلمات، وطيّ ماضٍ أصبح في دفاتر النسيان.

هو نهائي للمجد، للتاريخ، للشرف بالسلام على راعي الحفل، هو كأس أبينا، هدية لأولاده الأوفياء، الذين وصلوا الى آخر نقطة في موسم كروي شاق كان يتوقف بكثرة، ويزدحم أحياناً كثيرة.

بعد أن تقولوا «عيشي بلادي» جهزوا «شالاتكم» وزينوا سياراتكم، وأعدوا العدة للمسيرات في الممزر وجميرا، جهزوا أغنية «نصراوي سلام» وكذلك «أنا البطل»، ففي ليلة «كأس الوطن» الجميع منتصر، الأحمر والأزرق، نريد فقط كرة قدم جميلة، فهذه المباراة الوحيدة في الموسم التي تقبل القسمة على اثنين وليس فيها خاسر.

Twitter: Hassan_aljassmi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر