كرة قلم

خدعوك فقالوا «الوصل ممتع»!

حسن الجسمي

حتى نكون منصفين مع عشاق الأصفر الكبير، لن أكتب مقالاً شاعرياً، أو حتى أتغزل في ماضي الوصل، وأبكي على المجد المسكوب في أرفف الماضي، لأن الوصل بحاجة إلى تضميد الجراح، وأن نتجرد عن المجاملة، أو حتى نوهم جماهيره ونقول «الوصل ممتع»، لأن الامتاع في كرة القدم بلا نتيجة وإنجاز كالوجبة السريعة، تشبعك لكنها لن تفيدك.

في آخر خمسة مواسم لم ينافس على الألقاب سوى العين والأهلي والجزيرة بدرجة أقل.

بصراحة، من يعتقد أن الوصل قدم موسماً كبيراً بسبب بعض النتائج الجيدة لا يعرف الوصل جيداً، أو ربما يقارن الفترة الجميلة من هذا الموسم بآخر خمس سنين عجاف، وهذا يعتبر إجحافاً في حق فريق عملاق، لأنني أرى الوصل أكبر مما حققه في جزء بسيط من موسم كروي طويل، كان أوله مراً وأوسطه عسلاً وآخره علقماً!

الوصل يمتلك مدرباً مميزاً، والتجديد له فترة طويلة خطوة إيجابية، ويمتلك ثلاثة من أربعة محترفين يستطيعون أن يكونوا أعمدة الفريق في الموسم المقبل، وأن يظهر الوصل ربما أفضل من فترة العسل لهذا الموسم، لكنْ لدي سؤال يقول: هل هذا كل ما يطمح إليه الوصلاويون؟ هل اللعب الجميل يشفي غليل الفريق الكبير؟ أعتقد أن الجواب واضح، ولا داعي لهدر مزيد من الحبر والحسرات.

في آخر خمسة مواسم لم ينافس على الألقاب سوى العين والأهلى والجزيرة بدرجة أقل، ولو قسنا على ذلك في الدوريات المجاورة في الخليج لشاهدنا أن معادلة اللقب تكون كالتالي: مدرب ممتاز + محترفون مميزون + لاعبون محليون دوليون = لقب.

إذاً ماذا ينقص الوصل ليعود إلى الألقاب؟ بناءً على المعادلة السابقة هم اللاعبون المحليون الدوليون، فكلما زاد عدد اللاعبين الدوليين لديك، زادت فرص فوزك بالألقاب، واسألوا نادي الشباب!

في نظري أن خسارة الوصل الأخيرة في الدوري، والخروج من الكأس بهذه الطريقة، كان في مصلحة الفريق، حتى يستفيق الجميع من جملة «الوصل ممتع» وينظروا إلى احتياجات الفريق للموسم المقبل، من مدافعين ومهاجمين محليين، وأجنبي رابع يصنع الفارق، لأنه بصراحة الوصل بهذا الفريق لن يذهب بعيداً في الكأس، ولو كان كامل الصفوف.

لدي إيمان كبير بأن إدارة الوصل تعمل بصمت، وستجلب لاعبين لم نتوقعهم، لذلك فالوصل أمام خيار وحيد لا ثاني له، وهو أن يسد حاجاته بلاعبي المنتخب، كما يفعل العين والأهلي، فإن حدث غير ذلك سيبقى الحال كما هو عليه، يفوز بحماس جمهوره، وتألق محترفيه، وهذه النظريات «ما تأكل عيش»، في زمن أصبحت فيه كرة القدم واقعاً يمشي بمنطق «بدرهمك المنقوش لا بماضيك الجميل»!

أراكم قريباً

Twitter: Hassan_aljassmi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر