كرة قلم

إلى زعيم القارة.. مع التحية

حسن الجسمي

منذ قرابة عام لم أكتب عن الهلال السعودي، لأسباب احتفظ بها لنفسي، لكن حان الوقت لأتكلم بصراحة، بعيداً عن الحديث الملفق والكلام الشاعري، وربما هذا الفريق لا يحتاج مني إلى شاعرية، لأن لديه شعراء يتغنون به ليلاً ونهاراً.

الهلال لا يحتاج إلى دعم إعلامي أو مقالات، أو حتى كشف مؤامرات البقية، لأن هذا هو قدر الزعيم، فمن المستحيل أن تحصد الألقاب ويجلس الجميع يصفقون لك، حتى عندما تتراجع لأي سبب من الأسباب، فلن يحزنهم ذلك، ولربما يصفقون لتراجعك.

«الهلال كان هادئاً في منتصف الموسم، منضبطاً في أحيان كثيرة، والجميع كان يعمل ليصل الفريق إلى بر الأمان».

الهلال كان هادئاً في منتصف الموسم، منضبطاً في أحيان كثيرة، والجميع كان يعمل ليصل بالفريق إلى بر الأمان، أو حتى لا يخسر كل شيء، لكن هل هذا كل ما يجب أن يفعله الهلاليون؟

قد ينتقدني كثيرون لصراحتي، وأسئلتي التي لم أجد لها حلاً وأنا أتابع زعيم القارة صامتاً.

مَن المسؤول الذي أوصل لاعبي الهلال للدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي للرد على المنافسين؟ من أين أتوا بهذه الثقافة.

بالطبع لم يجلبوه من زمن الثنيان والتمياط والجابر، الذين كانوا في قمة تركيزهم وعقلانيتهم وأوصلوا الفريق لما هو عليه ببرودة أعصابهم وتركيزهم في المستطيل الأخضر فقط لا غير، رغم انهم مروا بظروف مشابهة أو ربما أسوأ.

من الجيد أن تدخل مباريات كرة القدم بالقوة والشخصية، لكن لا تجعلها حرباً آخرها مغانم كثيرة، وإن جعلتها فاجعلها حرباً كروية من اجل النقاط لا أكثر، ولا تدخل المعارك الكروية التي كنت منتصراً فيها دائماً بأسلحة خصمك نفسها، لأنك قد تخسرها كما خسرها.

بعيداً عما سبق، لن أضع اللوم على الرئيس المؤقت لنادي الهلال، ولا حتى المدرب، الذي أتى بعقد قصير الأمد، وفعل ما يمكن فعله وحقق نتائج جيدة جداً في دوري أبطال آسيا.

الهلال في نظري بحاجة إلى وقفة رجل حازم، ليس في إعادة النظر في الأجانب أو «الترقيع» الوقتي، بل ليوحد الصفوف اكثر مما هي عليه الآن، ليكون هو القائد، بحاجة ليهتم بالمراحل السنية، بأوضاع ونفسيات اللاعبين، وأن يضع خططاً لعشر سنوات مقبلة على الأقل، الهلال بحاجة إلى شخص يمسك بعض اللاعبين «من آذانهم» ويذهب بهم الى متحف النادي، ويقول لهم «من أتى بهذا يستطيع أن يأتي بأضعافه»، وأن يعيد إلى بعضهم ثقافة الهلال فقط لا غير.

قبل يومين استغنى شالكة الألماني عن بواتينغ ولاعب آخر لأسباب انضباطية، وهدد البقية بالفعل نفسه إن لم يستقيموا، لأنهم يدركون أن الرصاصة التي لا تصيب قد تذعر، ولأن اللاعب العربي عاطفي جداً فسياسة «قطع الشجر بالفأس» لن تجدي معه نفعاً لأن الشجر ينبت من جديد، لكن الكلام الحازم مع الفعل اللازم من الشخص المناسب وقعه أكبر من السيف والفأس.

يقول هارولد سيمور: «القادة العظماء يوقظون في نفوس أتباعهم الإيمان بالماضي، والعمل للحاضر، والأمل في غد أفضل».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر