5 دقائق

مكارم الأخلاق رسالة مجتمع الإمارات

سعيد المقبالي

عندما تحدثت في مقالاتي السابقة عن بعض القضايا الاجتماعية وعلاقتها بالقيم، كنت أود تسليط الضوء على بعض النواحي المهمة التي يتكون منها مفهوم «مكارم الأخلاق»، وهو المفهوم الذي عرّفنا به رسول البشرية، خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في حديثه «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، والمتأمل في هذا الحديث سيفهم أن الدين يتلخص بكل بساطة في الأخلاق الكريمة والحميدة لدى الإنسان.

ومفهوم «مكارم الأخلاق»، على الرغم من بساطته، إلا أن له فرصاً واسعة باتساع الخير، ولا يمكن تأطيره في نواحٍ محددة، لكنني ذكرت بعض نواحيه في مقالاتي السابقة؛ لأقدم من خلالها خلاصة تجاربي العملية لما رأيته من سحر إيجابي لبعض القيم الأخلاقية والاجتماعية، كالعمل بأمانة، والشكر لله وللبشر، وعدم التذمر، وما لفن التعامل مع الأسرة من تأثير طويل المدى في المجتمع، وأهمية الترفع عن القيل والقال، لتعزيز التماسك الاجتماعي، وحماية سور المجتمع الأخلاقي، وهي قيم سهلة التنفيذ، لكن الاحتفاظ بها، والحفاظ عليها، أمر صعب إلا على المخلصين.

«قل لي من أين أتيت وسأقول لك من أنت»، فما أجمل أن نكون من دولة الإمارات العربية المتحدة، وما أجمل أن نكون سفراء لمكارم الأخلاق، لتلين قلوب العالم لديننا، ونسهم في الفهم الصحيح له.

** «قل لي من أين أتيت وسأقول لك من أنت»، فما أجمل أن نكون من دولة الإمارات العربية المتحدة، وما أجمل أن نكون سفراء لمكارم الأخلاق، لتلين قلوب العالم لديننا، ونسهم في الفهم الصحيح له.

إننا نشهد هذه الأيام إعفاء مواطني الإمارات من الإذن المسبق لدخول العديد من الدول، وهذا الأمر لم يتأت إلا من الخلق الرفيع، والجهد الكبير لدبلوماسية الإمارات، وأخلاق قادتها وشعبها، ما أسفر عن مبادلة الدول الأجنبية لنا الاحترام، وجاء منهم الاهتمام بأن تكون لمواطني الإمارات معاملة خاصة.

إنها فرصة جديدة وكبيرة لنا نحن أهل الإمارات لإظهار كريم أخلاقنا عند زيارتنا لهذه الدول، واستدامة الاحترام الذي كسبناه من شعوب العالم، ولنسهم في إعادة صياغة أفكار الشعوب عن الإسلام وعن قيمنا العربية وأخلاقنا الكريمة، ولنحبب العالم في هذا الدين السمح.

وهي فرصة جديدة لتوحيد الأهداف والرسالة لدى جميع أفراد مجتمع الإمارات، وإظهار النوايا الحسنة لدى من ظهرت عليه علامات الجحود ونكران الجميل، وسعى للإساءة لهذه الأرض، ضارباً بكل مكارم الأخلاق عرض الحائط.

فلنغتنم هذه الفرصة، ولنتوحد في رسالتنا للعالم، ولتكن رسالتنا هي كسب حب العالم لنا انطلاقاً من أرضنا الطيبة المتوحدة، من خلال إعلائنا مكارم الأخلاق، بهدف نشر الفهم الصحيح للإسلام وللقيم العربية الحميدة.

ولنا في قادتنا قدوة حسنة، فهم «قادة مكارم الأخلاق» في عالم اليوم، ولا يخفى على أحد منا الواقع الحقيقي الذي استحقوا من خلاله حب شعبهم، بل وملايين البشر في العالم، سواء من خلال علاقاتهم الاجتماعية أو من خلال عملهم السياسي، أو من جهودهم الإنسانية التي عمت العالم. أخيراً، ولكي نعطي أنفسنا حقها من كريم الأخلاق، ونكون أفراداً فاعلين في هذه الرسالة، فلابد أن نتبع محاور رئيسة في حياتنا، نلخصها بالتالي:

أولاً: حسن الخلق مع الله، وهو أمر شخصي بين العبد وربه، لكنه الأساس والدافع لكل خلق كريم.

ثانياً: طاعة ولي الأمر، وهو أمر يتأتى من المحور الأول، فالله سبحانه ربط طاعة ولي الأمر بطاعته سبحانه.

ثالثاً: حسن الخلق مع العباد، وقد فصّل لنا القرآن الكريم والسنة النبوية في هذا المجال، وربطه باستقرار الفرد والمجتمع.

فلنستمر في رفع راية «مكارم الأخلاق»، لنحقق رسالتنا وغاية وجودنا في هذه الحياة.

saeed@uae.net

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر