كرة قلم

فشل الألمان.. فماذا حدث؟

حسن الجسمي

خرجت ألمانيا من كأس أوروبا عام 2000 «بخفي اريك ريبيك»، وحققت نقطة من تعادل، وسجلت هدفاً واحداً فقط! ماذا حدث بعد ذلك؟ إليكم ما يلي:

اجتمع اتحاد الكرة الألماني بالأندية، وقال لها بالحرف الواحد، هذا كان متوقعاً بصراحة، الفرنسيون لديهم أكاديمية «كلير فونتين» أو ما يسمى ببئر نفط للموهوبين، لكن نحن نعمل منذ فترة لكي نصبح أسياد العالم في كرة القدم، وهذا لن يصبح إلا بتعاونكم!

20 ٪ من لاعبي البوندسليغا لعبوا ودرسوا في الأكاديميات منذ سن 14، وصرفت ألمانيا ما يقارب مليار يورو لتكون على قمة هرم كرة القدم.

تخيلوا أن الاتحاد فرض على كل الأندية المحترفة، وكان عددها 36 نادياً، ضرورة تطبيق نظام إنشاء الأكاديميات لإنتاج واكتشاف المواهب، أي أن يذهب الشاب ذو الـ14 عاماً إلى الأكاديمية منذ الصباح ويعود عند الغروب، يدرس ويلعب كرة القدم ويتعلم الثقافة الألمانية، ومن لا يطبق هذا الشرط لا يستطيع المشاركة في مسابقات اتحاد كرة القدم!

ووضع بين أيديها ما يقارب ألف مدرب محترف، و5000 مدرب يملكون رخصة (أ)، بشرط أن تعمل هذه الأكاديميات بأسلوب وطريقة لعب ونهج خططي واحد، ولكل مدرب عدد معين في اكتشاف اللاعبين الموهوبين دون 17، وأن يتم اكتشاف أكبر عدد ممكن من اللاعبين بحلول عام 2010، وبنسبة أعمار لا تزيد على 26 عاماً، هدفهم الأول المنافسة على لقب كأس العالم 2010 الذي أحرزوا فيه المركز الثالث، ومن ثم يحققون لقب كأس العالم في عام 2014 عندما يصلون إلى قمة النضج الكروي!

اليوم أكثر من 60٪ من لاعبي الدوري الألماني من خريجي هذه الأكاديميات و70٪ في الدرجة الثانية، فهي من أخرجت شفاينشتايغر وفيليب لام ونوير ومولر وماريو غوتزه وأندري شورله وأيضاً مسعود أوزيل، و20٪ من لاعبي البوندسليغا لعبوا ودرسوا في الأكاديميات منذ سن 14، وصرفت ألمانيا ما يقارب مليار يورو لتكون على قمة هرم كرة القدم، والأولى في تصنيف الـ«فيفا» في يومنا هذا.

بعد هذا البحث، والتواصل مع المختصين، ذهلت بما يحدث في ألمانيا من صناعة وإنتاج اللاعبين، وعرفت لماذا عندما رفع خواكيم لوف كأس العالم، ومن أرضية الملعب ومعه الميكروفون، قدم رسالة شكر لأندية البوندسليغا بشكل كبير، قبل أي شخص، أو أي إداري، أو حتى الاتحاد الذي يدفع له أكثر من 3.5 ملايين يورو راتباً سنوياً.

اليوم رئيسة البرازيل تطالب مسؤولي كرة القدم في بلادها باستنساخ التجربة الألمانية، والتركيز على العمل الجماعي، واكتشاف المواهب منذ سن 14 وعدم تركهم لمنتخبات أخرى.

بصراحة، ما يفعله الألمان والفرنسيون والهولنديون في كرة القدم سيجعلهم أسياداً للعالم في هذا المجال بسبب الأكاديميات، فهم لم ينتظروا ليظهر لهم رونالدينهو أو ميسي لكي يحرزوا لقباً، بل صنعوا لاعبين منذ نعومة أظفارهم، فكلمة كرة القدم أصبحت صناعة، وواقعاً في ألمانيا، ومن يُرِد أن يصبح قوياً وبطلاً في كرة القدم يجب أن يسمع لنصيحة رئيسة البرازيل بلد المواهب، فالجلوس على طريق الأمل في انتظار ظهور لاعب موهوب مرة كل عشرة أعوام كالجلوس في مزرعة غنية بالنخيل في فصل الشتاء ينتظر رطباً جنياً!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر