مزاح.. ورماح

«أنا آسف يا صديقي..!»

عبدالله الشويخ

في الثمانينات، كانت هناك تلك الدعاية لزيت مازولا، والتي تبدأ برجل يسترخي في منزله، ويقول: ما أجمل أن تجلس مستريحاً دون أن تفعل شيئاً.. أو شيئاً من مثل هذا القبيل.. ثم تأتي أمه إليه بأصناف مختلفة من الأطعمة مكافأة له على راحته المستمرة.. وهناك مثل في دولة عربية يقول: ما أجمل أن لا تفعل شيئاً.. ثم تستريح!.. لن أقول ما هي الدولة! عيب!

هكذا تماماً كانت حالي بالأمس.. جلوس متأخر، واستمتاع بكوني أحد العاطلين الخمسة في المنزل.. التثاؤب على طريقة «اندر تيكر» قبل قفزته الشهيرة.. ثم تشييك الرسائل النصية.. شعور غريب حينما ترى عشرات الرسائل التي تشكرك على مقالتك الجميلة، دون أن تكون هناك مقالة أصلاً في ذلك اليوم.. تقول إحداها: بمجرد أن رأيت عنوان المقالة «حبل زينة»، وأنا أعلم أنها ستكون إبداعاً كالعادة.. «حبل زينة»؟! أنا أكتب مقالاتي بعناوين الفريج: يبهة خلود، ما الذي حدث لحسون بوضرس؟.. آخر أيام الفياغرا! أما «حبل زينة» فلا أذكر أنني قد كتبت مقالاً بهذا العنوان!

اعتقدت للوهلة الأولى أن الصحيفة نشرت لي مقالاً قديماً أيام ما كان «العقل في الراس وليس في الكراس»، في مرحلة ما قبل «السماسيم»، ولكن المقال كان جديداً تماماً.. وأصدقكم القول أنني أعجبت كثيراً بما كتبتُه.. وشكرت لي كثيراً قدرتي على إثارة إعجابي.. بل دخلت في الدور ورددت على رسائل الإعجاب والشكر بعبارات تليق بكبار الكتاب، مثل: شكراً أخية.. هذا من لطفك أخوي.. وعبارة الناس الأنيقة المفضلة بالطبع: شكراً على مرورك الجميل!.. خف علينا يا خطوط المشاة!

فكرت كثيراً في تلك اللحظات، التي أصبحت أؤمن بوجودها.. في منتصف الليل حينما أمشي نائماً، وأكتب مقالات وأرسلها وأنا نائم، وتبدو حقيقةً أنها أجمل بكثير من تلك التي أكتبها وأنا «مصحصح».. أعلم طبيعة الأصوات التي سيصدرها الذين يزعمون أنني لا أكون صاحياً قط!.. سامحكم الله!

كان الوضع مربكاً إلى أن وردني اتصال من الصحيفة، يخبرونني فيه بأن خطأ تقنياً أدى إلى نشر مقالة شريكي في «التريكس»، وفي مقالة هذه الصفحة الأستاذ أحمد الزعبي أدت إلى نشر رائعته الأمسية «حبل زينة» باسمي وبصورتي، ما جعل رسائل الشكر والإعجاب والامتنان تنهال عليَّ من كل مكان، فله جزيل الشكر سلفاً..

أعتذر بالنيابة عن جميع كادرنا المحب لكم إلى محبي الزعبي، الذين يُقدَّرون بمئات الألوف في وطننا العربي، وأعتذر إلى جمهوري المكون من علي تندا، وخلود صفصوف، لأنني خذلتهم مرة أخرى في كتابة مقالة خالدة! ولا يفوتني الاعتذار إلى الزميل أحمد نفسه على السرقة الأدبية الإجبارية.. وأعده أنني لن أكررها في الأسبوع المقبل على الأقل!

وربما أقول ربما، بما أن المقالة تطرقت إلى كذبة أبريل، أن الذكاء الصناعي في برنامج التحرير أراد أن يوضح لنا كيف أن هذه الكذبة قد تكون سيئة!

... ولعه!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر