كل يوم
تنفيذ خطة دبي الاستراتيجية.. مسؤولية الجميع
ستة محاور رئيسة تشكل خطة دبي الاستراتيجية 2021، هذه المحاور عبارة عن عدسة شاملة تنظر إلى مستقبل الإمارة من مختلف الزوايا والأبعاد، وكل محور منها هو عنوان رئيس لمجموعة من الأهداف والغايات الأساسية، التي تشكل في مجموعها تطلعات المدينة المستقبلية نحو عام 2021.
والإنسان هو المحور الرئيس الذي تتمحور حوله جميع هذه المحاور، ومن أجله وضعت كل الأهداف والغايات، ولأجل راحته ورفاهيته وتطويره تكاملت جميع المكونات الرئيسة والفرعية، ولأجله تعمل جميع المنظومات المؤسسية لإيصال نسبة الرضا لديه إلى أعلى مستوياتها، توافقاً مع معطيات الخطة العامة.
| «الخطة لن تكون فاعلة إذا لم تلقَ التفاعل الكامل بين المخططين والمنفذين والمتلقين، ولن تكون مجدية إذا لم يشعر المتلقي الأخير بأنه جزء منها، بل هو أساسها». |
لذلك فالخطة لن تكون فاعلة إذا لم تلقَ التفاعل الكامل بين المخططين والمنفذين والمتلقين، ولن تكون مجدية إذا لم يشعر المتلقي الأخير بأنه جزء منها، بل هو أساسها، هذا التفاعل يجب أن يظهر جلياً من خلال المشاركة والتضافر والتعاون بين الأطراف الثلاثة، لتنفيذ بنود الاستراتيجية بشكل يؤدي إلى نجاحها، للوصول إلى الأهداف المعتمدة.
هناك نقاط في كل محور تعتمد اعتماداً تاماً على الجهات الحكومية لتنفيذها، لكنّ ثمة نقاطاً أهم يعتمد نجاحها على الجمهور والمتعاملين من مواطنين ومقيمين، فهم المعنيون بتنفيذ هذه النقاط، ونجاحها يعتمد على درجة التزامهم بها. ففي محور «موطن لأفراد مبدعين وممكنين، ملؤهم الفخر والسعادة» مثلاً، نجد أن مدى مساهمة الأفراد بفاعلية، هو إحدى وسائل نجاح هذا المحور، فهم «يشكلون بفاعليتهم الدعامة الصلبة لنهضة دبي وتطورها في المجالات كافة»، وللوصول إلى الهدف الرئيس لهذا المحور لابد من إيجاد أفراد «منتجين ومبدعين ورياديين في شتى المجالات».
وفي المحور الثاني، وهو «مجتمع متلاحم متماسك»، فإن المسؤولية أيضاً تقع على الأفراد قبل الجهات الحكومية، للوصول إلى عنوان جميل هو مجتمع «متوافق ومتعاضد ويتبنى قيماً إنسانية مشتركة»، والوصول إلى ذلك لن يتأتى بقرارات حكومية، بقدر ما يحتاج إلى قناعات وأفكار بشرية راقية، تؤدي إلى ممارسات واقعية، تصب في توطيد العلاقات والقيم الإنسانية، التي تبني ولا تهدم، وتحتاج إلى عقول حضارية مليئة بالتفاؤل، تتقبل الآخر، وتمارس القيم والمبادئ العربية والإسلامية والإنسانية الراقية فعلاً لا قولاً.
وفي المحور الثالث، الذي يعتبر أحد أهم المحاور، وهو «المكان المفضل للعيش والعمل، والمقصد المفضل للزائرين»، فإن الوصول إلى هذا الهدف لا يتطلب خططاً وجهوداً حكومية فقط، بل هناك مسؤولية كبيرة تقع على المواطنين وجميع الأفراد في المجتمع، فهم معنيون بشكل مباشر لتفهم هذا الهدف، والعمل جنباً إلى جنب مع الجهات الحكومية المعنية للوصول إليه، فعندما نتحدث عن غاية مثل «المدينة الأكثر أمناً»، ضمن هذا المحور فإن للأفراد والجمهور دوراً رئيساً في ذلك من خلال الالتزام بالقوانين، والمحافظة على كل القواعد والوسائل التي تحفظ أمن واستقرار المدينة، ومن المؤكد أن المحافظة على الأمن ليست مسؤولية الجهات الأمنية وحدها، بل مسؤولية مشتركة يشترك فيها كل من يعيش في المدينة، وكل زائر لها.
لابد للجميع أن يعملوا وبقناعة تامة وبشكل متواصل وفاعل مع الجهات الحكومية لمكافحة الجرائم، ونشر التوعية، والالتزام بالممارسات القانونية التي تحفظ حرياتهم، وحريات الآخرين، من دون تعدٍّ من أحد على ذلك، وأن يدركوا أن نعمة الأمن والاستقرار هي أهم مقومات الحياة، فلا يسمحوا لكائن من كان أن يعبث به، أو يحاول فعل ذلك، فالأمن خط أحمر يجب أن يلتزم جميع أفراد المجتمع التزاماً ذاتياً بحفظه، والتعاون المستمر مع الجهات الرسمية لاستتبابه وضمان بقائه.
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .