مزاح.. ورماح

التلميذ والزعيم!

أحمد حسن الزعبي

عادة ما يستخدم الأطفال في العالم العربي كـ«مسجلات» لإلقاء القصائد الشعرية أمام الزعيم في افتتاح فعالية ما، أو حمل باقة من الورود وتقديمها لضيف كبير، أو حمل وسادة المقص في افتتاح استاد رياضي أو مستشفى يحمل اسم الزعيم نفسه، أو الغناء والرقص أمام المسؤولين الكبار في يوم الاستقلال أو اليوم الوطني، بعد أن يتم تدريبه على النطق بعبارات النفاق المنمّقة، من قبل طاقم مدرّبين مختصين.

في الصين الأمر مختلف، فقد بعث تلميذ صيني رسالة إلى زعيم بلاده، شي بينغ، نصحه فيها بأن ينقص وزنه ليبدو كالرئيس الروسي، قائلاً في رسالته: «العم (شي)، يمكنك أن تنقص بعضاً من وزنك، وليس عليك أن تبدو نحيفاً مثل أوباما، سيكون جيداً أن تبدو مثل بوتين».

وأكثر ما أدهشني في الطفل «زيرو» ابن السنوات التسع، أنه يحمل الصين كلها في مخيلته وتفكيره، عندما اقترح في الجزء الثاني من الخطاب للرئيس الصيني طالباً منه أن تسرع الصين في إرسال بعثة إلى المريخ، قائلاً: «الولايات المتحدة وروسيا، وحتى الاتحاد الأوروبي والهند، تخطط للهبوط على المريخ.. هيا لنسرع في ذلك».

صحيح أن السلطات الصينية ليست أكبر عقلاً من معظم السلطات العربية، لأنها حجبت خطاب الطفل عن الإنترنت، وأخفت اسمه الكامل، لأنه مازال من المحظورات الأمنية هناك التعرض بالانتقاد للزعماء الصينيين، لكن مهما كانت النتيجة تبقَ طريقة تفكير هذا الطفل هي المدهش الأول والأخير في الخبر: أولاً هو لم يرَ زعيمه بالشكل المثالي، فلم يتغزل باتساع عينيه، ولا بابتسامته الساحرة، ولا باسوداد شعره ولا بنظرته الحكيمة للأمور، بل لم يتوانَ في توجيه النصيحة له ليبدو أكثر جمالاً ولياقة من غيره من الزعماء، عندما قال له :خفف وزنك، لا نريدك نحيفاً مثل أوباما ولكن أن تبدو مثل بوتين سيكون أمراً جيداً، فهو غير مقتنع بكمال الزعيم كما في حالة الطفل العربي.

ثانياً الطلب الوحيد الذي وجهه التلميذ للزعيم هو أن تسرع البلاد لتسبق أميركا وأوروبا والهند في الهبوط على المريخ، تخيلوا مع أنه بإمكانه أن يختار عشرات الطلبات الشخصية بدءاً من دمية لـ«سبونغ بوب» وليس انتهاء بـ«آي باد» أو «آي فون 6».. الولد يريد الصين أن تسبق كل الأمم في النزول إلى المريخ.

بالمقابل عندما أسأل أولادي شو حابين أجيب وأنا جاي.. كلهم يقولوا بصوت واحد «بردقان أبوصرة»..

هيك هيك لصرّة «أبوكو»!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر