5 دقائق

شبح الريم من زاوية أخرى

د.عبدالله الكمالي

استنكرت شرائح المجتمع كافة جريمة شبح الريم، فالكل يتفق على أن هذه الجريمة تصادم ثقافة شعب دولة الإمارات المعروف بالتدين واحترام الآخرين، فالإمارات كانت وستظل بإذن الله واحة الأمن والأمان، وعلينا أن نأخذ العبرة من وقوع هذه الجريمة، فنحاول جاهدين منع وقوع جرائم مماثلة في المستقبل، والأمر الذي ينبغي أن ينظر إليه في هذه الجريمة هو وجود أفكار التطرف عند النساء! وهذا أمر قد نستغربه جداً، خصوصاً في دولة الإمارات، لكن من قرأ التاريخ ورأى ما يجري في بعض البلدان هذه الأيام يعلم جيداً أن قادة التنظيمات الحزبية يسعون سعياً عظيماً لتجنيد النساء لخدمة أفكارهم المنحرفة،

قادة التنظيمات الحزبية يسعون سعياً عظيماً إلى تجنيد النساء لخدمة أفكارهم المنحرفة.

فقد يجندون امرأة لا تبدو متدينة جداً في نظر الناس، وهذه أنسب لهم لعدم لفت الأنظار، وفي التاريخ الإسلامي أمثلة أيضاً على وجود أفكار الخوارج عند النساء، ومن أشهرهن غزالة زوجة شبيب، قال الحافظ الذهبي في كتابه «تاريخ الإسلام» عن شبيب الخارجي: «وكانت امرأته غزالة من الشجاعة والفروسية بالوضع العظيم مثله، هرب الحجاج منها ومنه.. وكانت أمه جهيزة تشهد الحروب». وقال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» عن غزالة: «وكانت شديدة البأس خارجية»، ودخل شبيب الخارجي الكوفة في بعض حروبه ومعه زوجته غزالة «فدخلت مسجد الكوفة، وجلست على منبره، وجعلت تذم بني مروان»، فانظروا إلى أثر فكر الخوارج في النساء والرجال، فلا ينبغي أبداً أن يستهان بطرق الخوارج في التلبيس على النساء، خصوصاً بتقبل هذا الفكر المنحرف، ومن لطيف ما سطره ابن كثير في ترجمة عمران بن حطان الخارجي، أنه قال: «كان أولاً من أهل السنة والجماعة، فتزوج امرأة من الخوارج حسنة جميلة فأحبها، وكان هو دميماً، فأراد أن يردها إلى السنة فأبت، فارتد معها إلى مذهبها»، فهذا جانب آخر من تأثير المرأة المتطرفة في زوجها، فنحن أمام تحد كبير يتمثل في غرس قيم الشريعة الإسلامية السمحة والمبنية على أدلة الكتاب والسنة في نفوس الشباب، فالفكر المتطرف يجب أن يحارب بطرق عدة، منها غرس الفكر المعتدل، خصوصاً في الأوساط النسائية، فهن مربيات الأجيال، والرجل قد ينشغل كثيراً بسبب طلب الرزق فتبقى المرأة مع أطفالها، فهي من سيلاحظ وجود شيء من التطرف عندهم، وإذا حصّنا الأخوات خصوصاً من هذه الأفكار المتطرفة، فإنهن سيقمن بجهود في الوسط النسائي، فمهما كانت المرأة عاطفية فلن تسمح لأفكار التطرف بأن تتغلغل في مجتمعنا إن تم توعيتها بشكل صحيح.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

alkamali11@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر