5 دقائق

أكثروا من الثناء عليه

د.عبدالله الكمالي

عندما نكون خارج بيوتنا هل يخطر ببال أحدنا أن يفكر في بيته وأسرته؟ وهل يخاف على أولاده وماله؟ وعندما نرجع إلى بيوتنا في وقت متأخر ونشاهد جميع أفراد الأسرة يغطّون في نوم عميق ألا تشعرون براحة وسعادة؟ إنها أيها القراء الكرام نعم الله العظيمة علينا، وهذه النعم لابد أن نكثر من الثناء على الله وحمده وشكره عليها، فهو أهل الثناء والمجد، وأكرمنا بالنعم العظيمة ومن أعظمها نعمة الأمن والأمان، فعندما نشاهد الفتن تتخطف الدول من حولنا ونحن نعيش في خير وفير وأمن عظيم فلابد علينا أن نلهج بحمد الله والثناء عليه، ومن سنن الله تعالى التي لا تتغير أن الشاكر يُصب عليه الخير صباً، فيزيده الله من فضله ونعمه وكرمه وذلك مصداق قوله: ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم﴾، بينما الجاحد وقليل الشكر قد يغير الله عليه حاله، نسأل الله العافية والسلامة، ولو تفكرنا في نعمة الصحة والعافية لعرفنا قدرها، فعندما تقرأ مثلاً أيها القارئ الكريم هذه الكلمات هلا فكرت في من حُرم نعمة الإبصار؟ فبعض من أصيب بالعمى وتزوج يتمنى أن يرجع إليه البصر لدقائق معدودة كي يشاهد أولاده، أو يشاهد والديه، فاللهم ربنا لك الحمد على نعمك العظيمة. والمتأمل لحال النبي صلى الله عليه وسلم يجده كثير الحمد لله، فحري بنا أن نقتدي به دائماً وأبداً، فالله تعالى يقول: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة﴾، وكان عليه الصلاة والسلام يحمد الله عند الاستيقاظ من النوم وبعد الصلاة المكتوبة وفي أذكار الصباح والمساء وقبل النوم، وفي مواطن كثيرة، بل من الأذكار المشهورة التي جاء لها الفضل العظيم: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم»، فالأجر العظيم جاء لمن يكثر من حمد الله والثناء عليه، ولا يليق بنا أن نكثر من الشكاية فمن الناس من لا يحسن إلا الشكاية، يشتكي من كل شيء ولا ينظر للإيجابيات، ولو عرف عظيم فضل الله عليه لذاب قلبه شوقاً إلى الله واعترافاً بفضله ومنته عليه، بل يرى نفسه غير مستحقة لهذه الخيرات المسبغة عليه من الله، وأنه مقصّر غاية التقصير في شكر الله والثناء عليه، فيزيد شكراً على شكر وحمداً على حمد، والموفق أيضاً من يستغل هذه النعم في طاعة الله، ويعيش لحظات السعادة في هذه الدنيا، فالله تعالى رحيم رحمن محسن، لم يطلب منا أن نعيش حياة التعساء الأشقياء، فاللهم ربنا أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

بعض من أصيب بالعمى وتزوج يتمنى أن يرجع إليه البصر لدقائق معدودة كي يشاهد أولاده.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر