كل يوم

القرقاوي يكشف السر!

سامي الريامي

أعجبتني الكلمة الارتجالية التي ألقاها محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، خلال حفل الجهات المشاركة في دعم وتنظيم مؤتمر قمة مجالس الأجندة العالمية، الذي اختتم أعماله، أمس، في دبي، التي كشف فيها عن سر تميز حكومة الإمارات، وبما أن كلمته استمع إليها أكثر من 100 شخص في القاعة، فلا أعتقد أنها أصبحت سراً، وبإمكاني الآن أن أفشيه بكل سهولة!

«حكومة الإمارات تبني تعاملاتها على فرضية أنها شركة خاصة تقدم خدمات لعملائها، ولكي تضمن النجاح والاستمرارية في التفوق فإنها يجب دائماً أن ترضي عملاءها، وتقدم لهم خدمات نوعية متطوّرة، وعملاء الحكومة هم المواطنون والمقيمون والزوار، ولذلك فالإمارات تسعى دائماً لاستشراف المستقبل، وهي غالباً ما تراقب التوجه العالمي، وتنظر للمستقبل، ونحن في الإمارات نبحث عما يمكن أن تقدمه دول العالم المتطورة بعد 10 سنوات، لنقدمه نحن اليوم لعملائنا».

«الإمارات لا تتوقف عند إنجاز واحد، وهي بالفعل تستشرف المستقبل دائماً، وقمة مجالس الأجندة العالمية هي وسيلة من الوسائل التي استخدمتها الدولة للتطوير المستمر، فها هي تنعقد هنا للمرة السابعة».

جميع حكومات العالم تسعى للأهداف نفسها، ولديها «المنتج» ذاته، فما الذي يمكن أن يميز حكومة عن أخرى؟ وجواب هذا السؤال عند القرقاوي هو «التميز وتقديم الخدمات غير المتوقعة، والاستمرار في البحث عن الأفضل، وعدم الجمود والاكتفاء أو التوقف عند إنجاز واحد، والأهم هو مواكبة المستقبل، إن لم يكن العمل على تجاوزه».

هذا هو الفرق بين الفكر الراقي المتطور، والفكر التقليدي المتوقف عند سبعينات القرن، عندما كان المسؤول الحكومي يتحكم في مصائر الناس، ويتحكم في مصالحهم، وهذا الفكر الراقي أرسى دعائمه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حين قال: «الحكومة سلطة لإنجاز مصالح الناس، لا سلطة عليهم»، وبهذا الفكر تسير حكومة الإمارات، ولهذا حققت التميز، وأوصلت أهل الإمارات إلى أعلى مراتب السعادة عربياً وعالمياً.

الإمارات لا تتوقف عند إنجاز واحد، وهي بالفعل تستشرف المستقبل دائماً، وقمة مجالس الأجندة العالمية هي وسيلة من الوسائل التي استخدمتها الدولة للتطوير المستمر، فها هي تنعقد هنا للمرة السابعة، محققة فائدة عالمية كبيرة تعود على مختلف دول العالم، والقمة باختصار وببساطة، بعيداً عن اسمها الصعب نوعاً ما، هي ملتقى عالمي للأفكار والدراسات المستقبلية التي تضع حلولاً لأبرز التحديات والمصاعب العالمية التي قد تواجه العالم خلال السنوات المقبلة.

وقمة هذا العام هي الأكبر من نوعها، إذ ضمت أكثر من 1000 مشارك من نخبة رواد الفكر والمتخصصين من جميع دول العالم، اجتمعوا في دبي، وناقشوا الحلول المقترحة لأكثر من 80 قضية تهم الشأن العالمي، هذه القضايا تأتي في وسط حالة من عدم الاستقرار والاضطرابات السياسية والاقتصادية والأزمات الإنسانية التي باتت مصدر القلق الرئيس للعالم، وتحد من الجهود الدولية الرامية إلى إحداث تنمية دولية شاملة ترتقي بالإنسان.

لاشك أن وجود هذا العدد من الخبراء والمفكرين، وتحاورهم في الجلسات وخارجها، له من الفوائد ما لا يمكن حصرها، ولاشك أن حكومة الإمارات وغيرها من الحكومات المشاركة حصلت على كم هائل من الأفكار التي يمكن أن تكون حلولاً لمشكلات منوعة، ولاشك أيضاً أن المواطن والمقيم والزائر هم المستفيدون من نتائج هذه القمة، لأنهم، تحديداً هنا في الإمارات، هم محور التنمية وهم عملاء الحكومة التي تسعى دائماً لإرضائهم عبر خدماتها المتطوّرة والمتجدّدة.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر