نبذل السبب ونؤمن بالقدر

من أصول العقيدة الإسلامية: الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره وحلوه ومرّه، ودل على هذا الأصل الجليل قول النبي، صلى الله عليه وسلم، لما تحدث عن أركان الإيمان: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره»، والإسلام أمرنا أيضاً بأن نبذل السبب، فلا يتواكل المسلم أو يقصّر في تدبيره أموره ثم يقول: قضاء وقدر، بل عليه أن يبذل كل ما يقدر عليه، فإن وقع عليه شيء فيسلّم لحكم الله ويرضى به، فالنبي، صلى الله عليه وسلم، يعلم أن كل شيء يقع إنما يقدر بقضاء الله وقدره، ومع هذا كان يبذل السبب، ويعتمد على الله وحده، والحوادث تقع على الإنسان بقدر الله تعالى، ولكن علينا أن نبذل الأسباب كافة لتلافيها، فإن وقع علينا شيء بعد ذلك نقول: قدّر الله وما شاء فعل، مع الانتباه مستقبلاً كي لا تكرر هذه الحوادث، ومن الحوادث المؤلمة التي تكررت خلال الأيام الماضية، سقوط الأطفال من الطوابق المرتفعة في العمارات السكنية، وهذه الحوادث تقطّع القلوب ألماً وهمّاً، فالطفل الذي كان يملأ المنزل ضحكاً ولعباً يسقط من دور عالٍ في مشهد لا يمكن أن يتحمل الإنسان سماعه فضلاً عن رؤيته، ولكن علينا أن نبذل الأسباب كافة للسعي إلى حماية الأطفال من هذه الحوادث، مع التوكل على الله في حفظ فلذات الأكباد، فالمسؤولية تقع أولاً على عاتق أفراد الأسرة خصوصاً الآباء والأمهات، فمن الضروري جداً تركيب أقفال للنوافذ، وعدم التساهل في الأمر مهما كان الطفل هادئاً مسالماً، فالطفل لا يعرف ولا يتقن السيطرة على نفسه، فقد يجلس في الشرفة ويأخذ بعض ألعابه معه ثم تقع الكارثة، وقد تخرج الأم من الشقة أو المنزل لدقائق معدودة ويستيقظ الطفل للبحث عنها، ولا يجدها ويطلّ من شرفة الشقة ويسقط، فهنا علينا ألا نتساهل في هذه الأمور، ونحزم فيها جداً، وأيضاً على الجهات الرسمية وضع آليات جديدة للأبراج في مسائل الأمن والسلامة، فأتمنى أن يتم تصميم النوافذ بطريقة فنية تمنع وقوع هذه الحوادث، كأن تكون النوافذ عالية، ولا يمكن فتحها إلا من الجهة العلوية، وبذلك تكون هذه النوافذ ضيّقة للغاية ولا يمكن للطفل أن يسقط منها لارتفاعها، فهذه الإجراءات، وإن كلفت شيئاً من المال، لكن المال يهون أمره مقابل حفظ ورعاية الأطفال الصغار، فكم من حادث وقع على بعض الأطفال بسبب إهمال واضح في الأخذ بمسائل الأمن والسلامة، فاللهم احفظ هؤلاء الصغار وسلّمهم وأطل أعمارهم على طاعتك.

من الضروري جداً تركيب أقفال للنوافذ وعدم التساهل في الأمر مهما كان الطفل هادئاً مسالماً.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .