5 دقائق

انتبهوا لأولادكم

د.عبدالله الكمالي

الأولاد من ذكور وإناث كالشجرة الصغيرة التي ينتظر من غرسها ثمرها الطيب، فهو يتعاهدها بالسقي والعناية كي تكون الثمرة على أفضل وجه، وكذلك الحال بالنسبة للآباء والأمهات مع أولادهم، فأحلامهم الجميلة بأن يكون هؤلاء الصغار في الغد القريب من أفضل الناس علماً وأدباً ووظيفة ومالاً، وإذا أردنا أن يكون أولادنا كذلك فعلينا أن نتعاهدهم بالتربية والتوجيه والنصح والتعليم، فكم من سلوك غير طيب عند الابن تمكّن الوالد النبيه بحسن أسلوبه من تعديله، فأصبح الصغير من أحسن الناس خلقا، ومن أعظم مهددات التربية غفلة الآباء والأمهات عن أولادهم، فمشاغل الحياة يجب ألا تشغلنا عن صغارنا، ففي وسط الغفلة ينشط لصوص احترفوا العمل في الظلام والخفاء، وكم من غفلة أعقبت حسرة عظيمة لا يعلم بها إلا الله، وقد لا يجدي الندم والحرص على الاستدراك في بعض الحالات، فالوقت قد فات نسأل الله العافية والسلامة، ومن أخطر الأمور على الصغار مسائل التحرش الجنسي من الأقارب أو غيرهم، وهذه لا تقع إلا بسبب غفلة كبيرة من الوالدين، فلم يخطر على ذهنيهما أبداً أن الجرح سيأتيهما ممن كانا يثقان به، ولكنها النفوس الخبيثة التي استغلت الثقة المفرطة فارتكبت ما تشاء من جرائم ومحرمات مع أطفال في عمر الزهور!

في وسط الغفلة ينشط لصوص احترفوا العمل في الظلام والخفاء، وكم من غفلة أعقبت حسرة عظيمة لا يعلم بها إلا الله.

فهنا لابد على كل شرائح المجتمع أن تتيقظ، وأن تقف سداً منيعاً ضد من غرق في شهواته حتى أصبحت كالمرض المتجذر في نفسه الخبيثة، وأستغرب من بعض الآباء والأمهات الذين يتركون الأطفال من دون رعاية وملاحظة، فهم يركبون المصعد وحدهم مع الغرباء وفي أوقات متأخرة، أو يذهب الأطفال إلى أماكن بعيدة عن الوالدين في رحلة بريئة من دون وجود شخص كبير يحيطهم برعايته وملاحظته، أو أن يبيت الأطفال عند الآخرين من دون وجود من يتابعهم في البيت الآخر، والسلوكيات المرفوضة لا تظهر فجأة، وإنما تكون لها أمارات وعلامات، فحتى هذه العلامات لا ينتبه لها بعض الآباء والأمهات لكثرة انشغالهم كما يزعمون، وهنا تكمن المشكلة، ولست أتكلم من باب الشك والريبة وعدم إعطاء الثقة لأطفالنا، فالشك المفرط في الأطفال يولّد سلوكيات مرفوضة، فالتربية المثلى: ثقة مع ملاحظة واهتمام، وعدم غفلة من الوالدين، فلا تظنوا أن الخطورة على أطفالنا، إن غفلنا عنهم، ستكون في سلوكيات مرفوضة يتعلمونها، فقد تنتقل إليهم بعض الأفكار في جنح الظلام، فكم من صغير انخدع بأفكار بعض الفرق والجماعات من خلال الإنترنت، فقد كان يتصفح المواقع من دون رقيب أو حسيب، ثم مزق هذا الصغير قلوبنا جميعاً باتصال أخير: لقد ذهبت لساحات الجهاد! فليتنا جاهدنا أنفسنا لتربية أولادنا وتعليمهم خطورة هذه الأفكار المنحرفة.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@D_alkamali

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر