5 دقائق

طيش وتهوّر

د.عبدالله الكمالي

تتكرّر حوادث السيارات بشكل مؤلم، ومع هذه الحوادث تذهب أرواح، وتُصاب أجساد بإعاقات دائمة أو إصابات خطرة أحياناً، ومن أبرز أسباب الحوادث رعونة بعض السائقين، وقيادتهم السيارة بطيش وتهور، فليست المسألة تجاوز السرعة، فبعضهم يتقيد بالسرعات المحددة، لكن الإهمال أثناء القيادة أصبح سمة بارزة في بعض الحوادث الخطرة، فما كنا نسمعه في السنوات الماضية: «القيادة فن وذوق وأخلاق»، أصبح من الماضي، فمشاهدة مقطع الـ«يوتيوب» ضرورية عنده، ولو أتعب الناس بسبب انشغاله عن القيادة، وكتابة شيء في مواقع التواصل أهم عند سائقين من حياة بعض الناس.

إننا نتألم جداً على شباب في عمر الزهور ذهبت أرواحهم بسبب طيش بعض السائقين ورعونة قيادتهم.

هذه المخالفات الجسيمة تحتاج إلى علاج فعّال لتقليل نسبتها، لأننا نتألم على شباب في عمر الزهور ذهبت أرواحهم، بسبب طيش بعض السائقين، ورعونة قيادتهم، ومن طرق علاج هذه المخالفات، إقامة حملات توعية لطلاب الجامعات خصوصاً، والموظفين عموماً، عن خطورة الانشغال بالهاتف أثناء القيادة، وتكون الحملات بطرق مبتكرة تخاطب العقل والمشاعر معاً، كعرضٍ مصوّر جميل أو كتابة كلمات مؤثرة في مواقع التواصل أو غير ذلك من الطرق الإبداعية، فالهدف المأمول أن تعود القيادة «فن وذوق وأخلاق»، وأن نكّون ثقافة مرورية إيجابية لدى شرائح المجتمع كافة، ومن العجيب أن تقام حملات توعية عن القيادة بطيش وتهور لطلاب المدارس! مع ترك هذه الحملات في الجامعات والكليات والدوائر والجهات الحكومية، فالتوعية فيها أهم وأعظم أثراً من إقامة الحملات التوعوية في المدارس فقط، ومن طرق ردع بعض السائقين عن الطيش والتهور أثناء القيادة، وضع دوريات مدنية ترصد هذه المخالفات بشكل جدي، فليست هذه المخالفات متعلقة بالسرعة، وإنما تتعلق بأدب الطريق، ومراعاة القيادة الحسنة الجميلة ، فلو تمت مخالفة من يتجاوز بشكل سيئ ويعرّض حياة الآخرين للخطر، وتم إطلاق حملة واضحة على مستوى الدولة بوجود دوريات مدنية كثيرة لتتبع هذه المخالفات حصراً، فإن النسبة ستنخفض بشكل كبير، فمن الناس من تصدق عليه هذه الحكمة المشهورة: «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»، وليست المسألة في هذه المخالفات مادية، بل هي من باب حفظ النفوس والأرواح من هذه الحوادث التي تفتك بالناس في كل يوم، رغم توافر بنية تحتية ممتازة في ما يتعلق بالمواصلات في مدن الدولة كافة، فكم فقد الناس من صديق وعزيز بسبب تهور سائقين!

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

D_alkamali@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .  

تويتر