5 دقائق

الأمن الفكري (1)

د.عبدالله الكمالي

قال الله تعالى: ﴿يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً﴾، وقال تعالى:

من أقبل على القرآن والسنة وتعلّم العلم الشرعي النافع فقد أعطاه الله نوراً عظيماً، يتمكن به من معرفة الحق، خصوصاً عندما تشتد ظلمات الفتن.

﴿وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم﴾، فوصف الله الوحي الشريف بالنور المبين، فمن أقبل على القرآن والسنة وتعلم العلم الشرعي النافع فقد أعطاه الله نوراً عظيماً، يتمكن به بإذن الله من معرفة الحق، خصوصاً عندما تشتد ظلمات الفتن والمحن كما في أيامنا هذه، فمن أهم المهمات لتوعية الأجيال والعقول وتحصينها من الشبهات الفكرية والآراء الشاذة وأفكار التشدد والتطرف والغلو: بذل العلم المبني على أدلة الكتاب والسنة بين فئات المجتمع، فمع انتشار أفكار الخوارج والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، والغلو في الدين بين بعض الشباب، بسبب قلة وعيهم الديني، يحتاج المجتمع إلى أمن فكري عالٍ ليتمكن آحاد الناس، فضلاً عن طلاب العلم من رد هذه الشبهة، بأيسر الطرق وأسهلها، وبذلك تنقطع هذه الأفكار ويقل خطرها على المجتمع، فالعلم نور لصاحبه يعرف به الحق من الباطل، وكم انتفع بعضهم بآية حفظها أو بحديث سمعه فوقاه الله من شر هذه الشبهات، فالخوارج على مر العصور لديهم تصورات مغلوطة عن المسائل الشرعية، فكان العلماء يردون عليهم بأدلة الكتاب والسنة، فتخبو نارهم ويقل شرهم ويقوم عليهم عامة الناس بالرد والتسفيه لآرائهم، ورد شبه الخوارج بالعلم الشرعي والتحذير منهم سنة نبوية، فقد جاءت أحاديث كثيرة في ذم الخوارج مع أن هذه الفرقة لم تكن موجودة في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، كقوله صلى الله عليه وسلم: «سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة»، فلما ظهرت هذه الفرقة تنبه الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم لهم وردوا عليهم، كما فعل عبدالله بن عباس، رضي الله عنه، لما ناظرهم ورد شبههم فرجع جمع منهم، ثم قام الصحابة رضي الله عنهم بجهادهم وقتالهم، ومع بروز فرق الخوارج في هذه الأيام يتحتم على العلماء وطلاب العلم تحذير المجتمع من شرهم، وبيان وسطية الإسلام ورحمته وأخلاقه العظيمة، فالله تعالى وصف رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم فقال: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@D_alkamali

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر