5 دقائق

غزة!

د.عبدالله الكمالي

من أكبر سلبيات ما يسمى «الربيع العربي» أنه شغل الناس عن الاهتمام بقضية فلسطين، فأصبحت وسائل الإعلام ومواقع التواصل تتحدث عن أحداث هذا الربيع المزعوم، في نسيان كبير لقضية فلسطين، وبعد أن كان الجرح في بلد واحد أصبحت الجراحات كثيرة للغاية، فها هو المسجد الأقصى تحت قبضة اليهود منذ عقود طويلة، وكذلك غزة تقصف وترمى بمختلف أنواع الأسلحة، وإخواننا من أهل غزة لا حول ولا قوة لهم أمام البطش اليهودي، لكن الفرج قريب وآتٍ بحول الله، فقد مرت عقود طويلة وبيت المقدس تحت حكم المحتل الصليبي، فقيض الله لهذه الأمة صلاح الدين، فحرر بيت المقدس، وسيعود في زماننا، بإذن الله، المسجد الأقصى للمسلمين، وسيتم طرد المحتل الغاصب.

هل تصورتم مشاعر أب يرى أبناءه في غزة وقد تقطعت جثثهم، بسبب قصفهم بأخطر أنواع القذائف والقنابل؟!

لكم الله يا أهل غزة، فالمشاعر والابتسامات والأجواء الطيبة التي نراها في شهر رمضان وعلى موائد الإفطار لا يعرفها أهل غزة، فهم يرون في هذا الشهر الفضيل عشرات القتلى والجرحى من أقاربهم ومعارفهم، فمن يتسحّر معهم قد لا يفطر معهم، ومن يفطر معهم قد لا يتسحر معهم بسبب الموت أو الإصابات الخطرة التي يتعرض لها في معركة غير متكافئة بين عدو محتل مدجج بالسلاح وسكان غزة وفلسطين الذين لم يعرفوا إلا فلسطين بلداً لهم، فحتى الأطفال والنساء لم يسلموا من هذه الاعتداءات الخطرة، بل أكثر القتلى والجرحى منهم، فالبيوت تدك دكاً على رؤوسهم في مشاهد مروعة تصور وتعرض على مختلف القنوات، فهل تصورتم مشاعر أب يرى أبناءه في غزة وقد تقطعت جثثهم بسبب قصفهم بأخطر أنواع القذائف والقنابل؟! وهل تخيلتم مشاعر أم ترى ابنها المقتول وقد كُفن وغُسل وصلى الناس عليه؟! فمن رأى هذه الاعتداءات وسلمه الله منها، لابد عليه أن يكثر من الدعاء لأهل غزة بالسلامة والحفظ والإعانة والنصر، فالدعاء له شأن عظيم جداً، فأكثروا من الدعاء لأهل غزة في الصلاة، وفي ثلث الليل الأخير، فالدعاء لا يستهان به، ورب داعٍ لو أقسم على الله لأبرّه مباشرة، وعلينا أيضاً أن ننصرهم بالمال، فالتبرع لأهل غزة من أعظم القربات في هذا الشهر الفضيل، اقتداء بالنبي، صلى الله عليه وسلم، الذي كان شديد الجود والكرم في رمضان، والجمعيات الخيرية في الدولة تبذل جهدها المشكور في إيصال التبرعات لأهل فلسطين وغزة، والمرجو منها بذل المزيد لأهلنا في غزة، فهم بأمسّ الحاجة إلى المساعدة والوقوف معهم.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر