سقوط الكبار

تبدو مقولـة لا مكان للمنتخبات الأوروبيـة في أميركا الجنوبيـة واقعيـة بعد خروج إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا، في أقوى مفاجآت المونديال، فمن كان يتوقع خروج منتخبات لها صولات وجولات في بطولات كؤوس العالم، واللافت أن كوستاريكا تتصدر مجموعـة فيها أوروغواي وإيطاليا وإنجلترا، فعلاً مونديال عجيب وغريب، يشهد سقوط الكبار، مونديال لا يلتفت إلى الأسماء والتاريخ.

أطلق الكثير على مونديال البرازيل مونديال الفقراء والجميع يعلم معاناة الشعب البرازيلي والتظاهرات الكثيرة التي سبقت المونديال، والكل يعلم أن كرة القدم اللعبـة الشعبيـة الأولى في البرازيل وهي مصدر رزق للفقراء، والكثير من هؤلاء يتجمعون بعد المباريات، خصـوصاً خلف ملعب الماراكانا، حيث يظهرون بصور مؤسفة ووضع معيشي صعب.

لم نشهد في المونديال نجماً أو منتخباً لافتاً، أقصد من المنتخبات الكبيرة، فبحسب حديث المحللين، البطولـة فقيرة فنيـاً ولم تشهد ابداعات ولا سحراً كروياً دائماً ما يخرج في كؤوس العالم، وأيضاً لم تشهد ولادة نجم بارز يصنع الفارق ويكتب اسمـه في المونديال الذي خرج الكثير من الأساطير الكرويـة.

المجاملات تأتي لصاحب الأرض والجمهور، البرازيل، المنتخب الذي استفاد من الأخطاء التحكيميـة ولم يقدم المستوى المعهود للسيليساو، حيث افتقد البرازيل للمهاجم الصريح رغم تألق نيمار الذي دائماً ما يصنع الفارق، والسؤال الذي يفرض نفسه هل البرازيل فعلاً مرشحـة لخطف كأس العالم بهذا المستوى؟

ما يحزن جماهير الآزوري غياب نجومهم الكبار أمثال بيرلو وبوفون، حيث لم يظهروا بالمستوى المطلوب في مونديال البرازيل، وهذا بجانب مدرب ايطاليا برانديللي الذي كانت له في كل مباراة تشكيلـة وهذا يؤثر في المستوى الفني للفريق.

المعد البدني لمنتخب أوروغواي والتر فيريرا رغم مرضـه المزمن، إلا أنه استطاع أن ينجح في علاج النجم الكبير لويس سواريز في أقل من شهر، رغم أن الأخير كان قد خضع لعملية جراحية كبيرة كادت تغيبه عن المونديال، وهذا ما تحتاج إليه المنتخبات من هؤلاء الأوفياء الذين يخدمون بلادهم في أصعب الظروف حتى مع مرض مزمن وخطير.

ما يعيب مونديال البرازيل ندرة المهاجمين السوبر والمميزين رغم غزارة الأهداف مقارنة ببطولات سابقة، فصحيح يوجد مهاجمين ولاعبين وسط على مستوى، ولكن خط الدفاع صاحب العلامـة الأسوأ في المونديال.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .